اشتداد المعارك في السودان.. أوضاع إنسانية سيئة وارتفاع القتلى إلى نحو 200
اشتعلت اشتباكات عنيفة مجدداً بمحيط القصر الرئاسي وسط العاصمة، صباح الثلاثاء، وسط سماع دوي قذائف مدفعية ثقيلة ومتوسطة ومضادات للطائرات في الخرطوم بحري.

السياق
لليوم الرابع على التوالي، لاتزال المعارك دائرة في العاصمة السودانية وعديد من المدن، بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وبينما ارتفع عدد القتلى إلى نحو 200، أعلنت قوات الدعم السريع موافقتها على وقف مؤقت لإطلاق النار 24 ساعة.
واشتعلت اشتباكات عنيفة مجدداً بمحيط القصر الرئاسي وسط العاصمة، صباح الثلاثاء، وسط سماع دوي قذائف مدفعية ثقيلة ومتوسطة ومضادات للطائرات في الخرطوم بحري.
وأكد شهود عيان، أن طائرات الجيش لاتزال تحلق في سماء أحياء الخرطوم، لقصف مواقع قوات الدعم السريع.
ويواصل كل من الجيش السوداني و"الدعم السريع"، تأكيد سيطرتهما على القصر الرئاسي ومبنى التلفزيون الرسمي، والقيادة العامة للجيش.
وبينما أعلن "الدعم السريع" سيطرته على القيادة العامة للجيش والقصر الرئاسي ومطار الخرطوم الدولي، نفى الجيش ذلك، مؤكدًا أنه يفرض سيطرته على المرافق العسكرية.
ونشرت قوات الدعم السريع في "فيسبوك"، مقطع فيديو لمقاتليها أمام مدرجات مطار الخرطوم المدني.
وقف إطلاق النار
إلى ذلك، أعلن قائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي، أنه وافق على 24 ساعة هدنة.
وقال في "تويتر": إن قوات الدعم السريع أكدت موافقتها على هدنة 24 ساعة لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى، بعد مكالمة مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وأشار إلى عدم التزام الجيش "بالهدنة بينما لاتزال طائراته توجه ضرباتها داخل المناطق المأهولة بالسكان، في تجاوز سافر لأسس ومبادي القانون الدولي والإنساني، وننتظر ردًا من أنتوني بلينكن لحسم خروق الطرف الآخر" .
وأجرى وزير الخارجية الأمريكي محادثات مع طرفي النزاع في السودان، قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، حيث "شدد على الحاجة الملحة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار"، وفق ما أفاد متحدث باسم الوزارة.
وأكد بلينكن تعرّض موكب دبلوماسي أمريكي لإطلاق نار الاثنين، من دون إصابة أي من أفراده، في ما وصفه بـ "العمل المتهور".
وقال المتحدث فيدانت باتيل -في بيان- إن بلينكن الموجود في اليابان لحضور اجتماعات وزراء خارجية مجموعة السبع، أجرى اتصالين منفصلين مع الجنرالين أعرب فيهما عن "قلقه البالغ لقتل وجرح عديد من المدنيين السودانيين جراء القتال المستمر والعشوائي".
وأدت الاشتباكات الدامية منذ السبت، بين الجيش وقوات الدعم السريع، إلى أكثر من 200 قتيل و1800 جريح.
تخفيف التوتر
وأضاف باتيل أن بلينكن في حديثه "شدد على مسؤولية الجنرالين، في ضمان أمن وسلامة المدنيين والدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني".
وأكد بلينكن أن وقف إطلاق النار "يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من القتال ولمّ شمل العائلات السودانية والسماح للمجتمع الدولي في الخرطوم بالتأكد من أن وجوده آمن".
وأشار إلى أن وقف إطلاق النار، وإن كان 24 ساعة، قد يشكّل نقطة انطلاق جيّدة لتخفيف التوتر، بينما حذّر من أن القتال "يعرّض للخطر بشكل متهوّر" المدنيين والمسؤولين على حد سواء.
وقال للصحفيين: "يمكنني أن أؤكد إطلاق النار على موكب دبلوماسي أمريكي" مضيفًا: "جميع أفرادنا سالمون، لكن هذا العمل كان متهورًا وغير مسؤول".
ثورة جديدة
إلى ذلك، قالت قوات الدعم السريع إنها تخوض "ثورة جديدة" منذ السبت وهي "مستمرة لبلوغ غاياتها النبيلة وفي مقدمتها تشكيل حكومة مدنية تمضي بنا نحو تحول ديمقراطي حقيقي".
وذكرت القوات التي يتزعمها الجنرال، محمد حمدان دقلو، المعروف بـ "حميدتي"، الثلاثاء، أنها تخوض معركة لاسترداد "حقوق شعبنا" وأنها تحقق "انتصارات متوالية".
نزاع طويل
والاثنين، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجددًا طرفي النزاع في السودان إلى "وقف الأعمال العدائية فورًا".
ويشير محللون إلى أن القتال الدائر في عاصمة الدولة، التي تعاني -منذ مدة طويلة- عدم الاستقرار، غير مسبوق وقد يطول أمده، رغم الدعوات الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار.
ودارت معارك في مختلف أنحاء البلاد، وسط مخاوف من إمكانية اتساع رقعة القتال في المنطقة. وتخللت النزاع عمليات قصف جوي ومدفعي وتبادل كثيف لإطلاق النار.
وأعلن الاتّحاد الأوروبي أنّ سفيره في السودان "تعرّض لاعتداء" في منزله بالخرطوم الاثنين، بينما أفاد ناطق فرانس برس بأن الدبلوماسي "بخير" بعد الهجوم.
كان التوتّر كامناً منذ أسابيع، بين البرهان ودقلو المعروف بـ"حميدتي"، قبل أن يتحوّل خلافهما السياسي على السلطة خصوصاً، إلى مواجهات.