فايننشال تايمز: الصراع في السودان نهاية زواج المصلحة بين البرهان وحميدتي

قال أليكس دي وال، المستشار السابق للاتحاد الإفريقي بشأن السودان، إن مخاطر التصعيد كبيرة، مشيرًا إلى أن الفريقين متكافئان، فبينما للجيش قوة أكبر، تتمتع قوات الدعم السريع بخبرة قتالية أكبر وربما أموال أكثر

فايننشال تايمز: الصراع في السودان نهاية زواج المصلحة بين البرهان وحميدتي

ترجمات - السياق

قالت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، إن القتال الذي اندلع في السودان، بين القوات المسلحة برئاسة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، يضع الرئيس بمواجهة نائبه، في صراع للسيطرة على ثالث أكبر دولة في إفريقيا.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن الرجلين ظهرا كقياديين في الحكومة الانتقالية، بعد انقلاب 2019 الذي أطاح عمر البشير، الذي حكم البلاد 30 عامًا.

وأشارت إلى أن رئيس مجلس السيادة في السودان الفريق عبدالفتاح البرهان، ومنافسه الفريق محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، نائب الرئيس وقائد قوات الدعم السريع، الآن في حرب مفتوحة، مشيرة إلى أن هناك مخاوف من أن يتحول العنف، الذي أودى بحياة نحو 100 مدني، إلى حرب أهلية واسعة النطاق.

وتقول الصحيفة البريطانية، إن الجانبين لديهما قواعد في جميع أنحاء البلاد، ويريان هذه المعركة من منظور وجودي.

ونقلت «فايننشال تايمز» عن آلان بوسويل كبير المحللين لمنطقة القرن الإفريقي في مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة فكرية، قوله: «هذا صراع خالص على السلطة من أجل من سيسيطر على السودان. هذه الحرب تبدد أي أمل باستعادة سريعة للحكم المدني».

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي بدأت كقوة مقاتلة، تعرف بـ «الجنجويد»، أنشأها البشير لـ«محاربة انتفاضة مدنية في دارفور غربي السودان ولحماية نفسه».

كان البرهان وحميدتي وراء عملية لتحريك السودان نحو انتخابات ديمقراطية، إلا أن آفاق الوصول إلى ذلك تضاءلت خلال السنوات الأربع الماضية، لاسيما منذ استقالة عبدالله حمدوك، رئيس الوزراء المدني الذي كان جزءًا من حكومة انتقالية مختلطة، عام 2022 بعد انقلاب ثان، تقول «فايننشال تايمز».

زواج مصلحة

وقال تشيدي أودينكالو من كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس: «كانت علاقة حميدتي والبرهان زواج مصلحة لا يدوم على الأرجح».

الآن وقد بدأ إطلاق النار، تلاشى كل التظاهر بالوحدة، فقوات البرهان تصف حميدتي بأنه «مجرم» ووضعت ثمنًا لرأسه، في حين قال قائد قوات الدعم السريع -في تصريحات تلفزيونية- إنه عندما يتعلق الأمر بخصمه، فإن قواته إما «تقبض عليه وتقدمه للعدالة، وإما يموت مثل الكلب».

كان السبب المباشر للعنف، الخلاف على الجدول الزمني الذي ستدمج من خلاله قوات الدعم السريع بالقوات المسلحة في السودان، وهو أمر قاومه حميدتي بشدة.

وقال مو إبراهيم، الملياردير السوداني البريطاني، رئيس مؤسسة تحمل الاسم نفسه، دعم التحول الديمقراطي في بلاده، إن أيًا من الرجلين لم يكن على استعداد للتخلي عن السلطة والسيطرة على الموارد المربحة المصاحبة لها، مضيفًا: «كل واحد منهم لديه الكثير على المحك، ليس فقط القوة ولكن اقتصاديًا وماليًا».

وأشار الملياردير السوداني البريطاني، إلى أن القوات المسلحة تسيطر على كثير من الأعمال التجارية، في حين أن حميدتي له مصالح في مناجم الذهب ويدعم الجيش في ليبيا واليمن.

وبينما حثت الرياض الجانبين على وقف القتال، دعت الإمارات إلى وقف التصعيد والحوار لإنهاء الأزمة.

وقال بوزويل من مجموعة الأزمات الدولية، إن الصراع بين فصيلين من الجيش، الذي انتشر في جميع أنحاء البلاد، «يهدد بتمدده عبر حدود السودان إذا لم ينتهِ قريبًا».

 

مخاطر التصعيد

وقال أليكس دي وال، المستشار السابق للاتحاد الإفريقي بشأن السودان، إن مخاطر التصعيد كبيرة، مشيرًا إلى أن الفريقين متكافئان، فبينما للجيش قوة أكبر، تتمتع قوات الدعم السريع -بقيادة حميدتي- بخبرة قتالية أكبر وربما أموال أكثر.

وأضاف دي وال: «يبدو الأمر كأنه بداية حرب أهلية. الجانبان لديهما قواعد انتخابية مسلحة تسليحًا جيدًا ويخشى كل منهما الآخر. لا يوجد حزب في السودان يمكنه التوسط بشكل موثوق».

وقال عمر ديجير، رئيس حزب المؤتمر السوداني، وهو أحد الوسطاء في المفاوضات لتشكيل حكومة مدنية، إنه لم يفقد الأمل بالانتقال إلى الديمقراطية، نهاية المطاف، مضيفًا: «الأولوية وقف الاشتباكات بين المكونين العسكريين، وأعتقد أنه لا بديل للعملية السياسية لتشكيل حكومة مدنية».

بينما يقول مو إبراهيم، الملياردير السوداني البريطاني، إن الجيش الذي حكم السودان معظم الفترة منذ الاستقلال عام 1956، لن يتخلى عن السلطة بطيب خاطر.

وختم تصريحاته: «ليس لديّ أدنى فكرة عن الكيفية التي سينتهي بها ذلك. إذا كان ذلك ممكناً، فإن أمنيتي هي هزيمة الجانبين العسكريين. سيكون السودان أفضل بكثير من دون أي منهما».