قبل أيام من الانتخابات التركية..السلطات توقف أكثر من 100 شخص بتهمة الإرهاب

أوقفت السلطات التركية ما لا يقل عن 110 أشخاص، بعملية تندرج في إطار مكافحة الإرهاب وتستهدف حزب العمال الكردستاني

قبل أيام من الانتخابات التركية..السلطات توقف أكثر من 100 شخص بتهمة الإرهاب

السياق

أيام تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الحاسمة في تركيا، وسط احتدام الصراع السياسي، بين حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان، وأحزاب المعارضة التي توحدت 6 منها في تحالف يهدف إلى إنهاء حكم أردوغان.

الثلاثاء، أوقفت السلطات التركية ما لا يقل عن 110 أشخاص، بعملية تندرج في إطار "مكافحة الإرهاب" وتستهدف حزب العمال الكردستاني، كما أفاد مصدر في الشرطة وكالة فرانس برس.

جاءت العملية قبل ثلاثة أسابيع من انتخابات حاسمة بتركيا، في 14 مايو المقبل بـ21 محافظة بينها دياربكر ذات الأغلبية الكردية جنوبي شرق تركيا، التي ستحدد الرئيس الـ13 للجمهورية.

 

محامون وصحفيون

قالت نقابة المحامين في دياربكر إن العدد الإجمالي لعمليات التوقيف قد يصل إلى 150، بينهم ما لا يقل عن عشرين محاميًا وخمسة صحفيين وثلاثة ممثلي مسرح وسياسي.

وأوضحت النقابة أن المحامين مُنعوا من التواصل مع موكليهم 24 ساعة.

وذكرت منظمة MLSA غير الحكومية للدفاع عن الحريات، أن منازل كثرين، بينهم صحفيون ومحامون ومسؤولون في منظمات غير حكومية، فُتشت في ساعات الصباح الأولى.

وتنظم الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 14 مايو بتركيا، وستبت في بقاء الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه في السلطة.

 

المعارضة

وتخوض المعارضة الانتخابات بجبهة موحدة من ستة أحزاب، اختارت مرشحًا واحدًا للرئاسة هو كمال كليتشدار أوغلو، المدعوم من حزب الشعوب الديمقراطي، المؤيد للأقلية الكردية.

ودائمًا ما تلقي السلطات التركية اللوم على حزب العمال الكردستاني، في أي أعمال تخريبية أو ضحايا من الأمنيين والمدنيين، كان آخرها تفجير اسطنبول الشهير، الذي أوقع ستة قتلى وعشرات الجرحى،

ومن أشهرها عام 2016 حينما تبنى "صقور حرية كردستان" الجناح العسكري للحزب، تفجيرين أمام استاد في اسطنبول ومتنزه، خلفا 46 قتيلًا.

ويصنف حزب العمال الكردستاني من الاتحاد الأوروبي وتركيا والولايات المتحدة، بأنه فصيل إرهابي، ويقود منذ عام 1984 تمردًا ضد الدولة.

 

الدولة الكردية

ودعا الحزب، في بيان سياسي عام 1978 إلى إقامة دولة كردية مستقلة جنوبي شرق تركيا، قبل أن يتراجع عن إعلانه، ويركز اهتمامه على إقامة حكم ذاتي للمنطقة ذات الأغلبية الكردية.

وتعد أزمة الأكراد في تركيا، من القضايا الحساسة التي تتعامل معها الأحزاب السياسية، وتحاول كسب أصوات الناخبين وولائهم بها.

 

كيليتشدار

كان كمال كيليتشدار أوغلو، مرشّح المعارضة التركية مجتمعة إلى الانتخابات الرئاسية، قد اتهم منافسه الرئيس رجب طيب أردوغان بـ"وصم" الأكراد عبر ربطهم بالإرهاب.

وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري، في مقطع فيديو قصير على مواقع التواصل الاجتماعي: "في الوقت الحالي، يتمّ التعامل مع ملايين الأكراد كإرهابيين".

وأضاف كيليتشدار أوغلو المتحدّر من تونجلي، المحافظة التي كانت تدعى درسيم، التي تقطنها أغلبية كردية وعلوية، أنّه "في كلّ مرة يجد فيها القصر أنّه سيخسر الانتخابات، يبدأ الوصم الجماعي للأكراد، إنّه أمر مزعج".

وأضاف مرشح التحالف الوطني: "أصدقائي الأعزّاء، لا تكترثوا بدعايتهم!".

ولم يتبنّ تحالف المعارضة، المشكّل من ستّة أحزاب ذات توجّهات مختلفة، موقفاً واضحاً من القضية الكردية، وهو موضوع حسّاس لوجود حزب الخير، وهو مكوّن قومي نافذ، في تشكيلته.

 

15 مليون كردي

ويُعدّ الأكراد الذين يبلغ عددهم نحو 15 مليوناً في تركيا، صنّاع ملوك في انتخابات الشهر المقبل، وهي أخطر منافسة يخوضها أردوغان منذ تولّيه السلطة عام 2003 عندما أصبح رئيساً للوزراء.

وأعلن حزب الشعوب الديمقراطي المناصر لقضايا الأكراد، ثالث أكبر أحزاب تركيا، منتصف مارس، أنّه لن يقدم مرشحًا للانتخابات الرئاسية، في دعم ضمني لكيليتشدار أوغلو.

وأكّد الأخير أنّه حال انتخابه سيفرج على الفور عن صلاح الدين ديميرتاش، الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي، المسجون منذ عام 2016 بتهمة "الدعاية الإرهابية".

ومذّاك يقول أردوغان إن كيليتشدار أوغلو "يتلقى تعليماته" مباشرة من جبال قنديل، شمالي شرق كردستان العراق، على الحدود مع إيران، التي تمثّل أكبر قاعدة لحزب العمال الكردستاني، الذي يخوض منذ عام 1984 حرب عصابات دامية على الأراضي التركية.

وتتّهم الحكومة التركية حزب الشعوب الديمقراطي بالارتباط بحزب العمال الكردستاني، الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون إرهابياً.

كان كيليتشدار أوغلو استنكر "التمييز" ضدّ اللّغة الكردية في تركيا، وكذلك استبدال بعشرات من رؤساء البلديات من حزب الشعوب الديمقراطي جنوبي شرق البلاد ذي الأغلبية الكردية، في السنوات الأخيرة، إداريين معيّنين من الحكومة.