وثائق البنتاغون... الصين تقترب من استهداف السفن الحربية الأمريكية
الجيش الصيني يُحقق تقدمًا تقنيًا، يمكن أن يساعده في استهداف السفن الحربية الأمريكية، حول تايوان والقواعد العسكرية في المنطقة

ترجمات - السياق
مازالت الوثائق الأمريكية المسربة، تبوح بأسرارها، وقد كشفت إحداها أن الصين تقترب من إطلاق طائرة تجسس من دون طيار أسرع من الصوت، ما يمنحها ميزة مراقبة نوعية، في أي مواجهة عسكرية محتملة مع تايوان.
ووفقًا لوثيقة سرية، نشرتها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فإن الجيش الصيني سيتمكن قريبًا من نشر طائرة تجسس من دون طيار طراز "دبليو زد8"، تسافر على ارتفاعات عالية بثلاثة أضعاف سرعة الصوت، وهو تطور من شأنه أن يعزز بشكل كبير قدرة الصين على إجراء عمليات المراقبة.
مساعدات فتاكة
وأشارت إلى أن الجيش الصيني يُحقق تقدمًا تقنيًا، يمكن أن يساعده في استهداف السفن الحربية الأمريكية، حول تايوان والقواعد العسكرية في المنطقة.
وركزت وثائق مسربة على المخاوف الأمريكية من صعود الصين المتنامي، إذ شملت إحداها تحليلًا للمخاطر الواسعة النطاق التي تشكلها الصين، بما في ذلك استعداد بكين لإرسال مساعدات فتاكة إلى روسيا.
وتضمنت وثيقة أخرى، تفاصيل اختبار أجرته بكين لأحد صواريخها التجريبية المتقدمة من طراز "دي إف-27" يفوق سرعة الصوت 5 مرات، 25 فبراير الماضي، مشيرة إلى أن الصاروخ حلق 12 دقيقة عبَر خلالها 2100 كلم، وأن الصاروخ -باحتمال كبير- يستطيع اختراق أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية بسبب سرعته الفائقة.
تفاصيل الوثيق
وعن تفاصيل الوثيقة الجديدة، أوضحت "واشنطن بوست" أنها تحتوي على صور أقمار اصطناعية في 9 أغسطس الماضي، تظهر طائرتين من دون طيار طراز "دبليو زد8" في قاعدة جوية شرقي الصين، على بُعد قرابة 350 ميلاً من شنغهاي.
وذكرت الصحيفة أن الطائرات من دون طيار، نظام مراقبة متطور يمكن أن يساعد الصين في جمع بيانات الخرائط، في الوقت الفعلي للإبلاغ عن استراتيجية أو تنفيذ ضربات صاروخية في صراع مستقبلي.
وأفاد التقييم -حسب "واشنطن بوست"- بأن جيش التحرير الشعبي الصيني أنشأ "بشكل شبه مؤكد" أول وحدة جوية لطائرات من دون طيار، في القاعدة التي تقع تحت قيادة المنطقة الشرقية، فرع الجيش الصيني المسؤول عن فرض مطالبات بكين بالسيادة على تايوان.
وحصلت الصحيفة الأمريكية، على تقييم برنامج "دبليو زد8" من صور الملفات السرية المنشورة على موقع ديسكورد، وهي خدمة دردشة جماعية يُزعم أن أحد أعضاء الحرس الوطني الجوي لماساتشوستس يُشرف عليها، ويقف وراء عمليات التسريب المزعومة.
الاستيلاء على تايوان
وامتنعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن التعليق للصحيفة على هذا التسريب.
وبينت الصحيفة أن وثائق مسربة أخرى تناولت عددًا من الإفصاحات عن التجسس الصيني والتحديث العسكري، بما في ذلك المعلومات الاستخباراتية التي كشفت وجود بالونات تجسس صينية إضافية، وأن تايوان غير مستعدة لمنع التفوق الجوي الصيني المبكر أثناء أي غزو محتمل.
يأتي هذا الكشف في الوقت الذي زاد القلق بشأن الغزو الصيني لجزيرة تايوان، في ظل المناورات الواسعة التي أجرتها بكين.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز قوله: إن الرئيس الصيني شي جين بينغ يريد أن يكون جيشه قادرًا على الاستيلاء على تايوان بحلول عام 2027.
"دبليو زد 8"
وبينت "واشنطن بوست" أن الوثائق المُسربة أشارت إلى أن بكين قدمت الطائرات من دون طيار "دبليو زد8" عام 2019، عند عرض طائرتين من الطائرات السوداء النفاثة، بالقرب من ميدان تيانانمن، خلال الاحتفالات بالذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.
في حين ترى قلة من المحللين أن الطائرات من دون طيار تعمل بكل طاقتها في ذلك الوقت.
وأشارت الصحيفة، إلى تضمين تقييم وكالة الاستخبارات الجغرافية المكانية الوطنية مسارات طيران محتملة للطائرة من دون طيار إضافة إلى قاذفة (إتش 6 - إم بادغر) ذات المحركين المستخدمة لإطلاقها.
ونوه التقييم المسرب إلى أن الطائرة الصينية من دون طيار، يمكن أن تدخل المجال الجوي التايواني أو الكوري الجنوبي على ارتفاع 100 ألف قدم، وتطير بثلاثة أضعاف سرعة الصوت.
وتشير خريطة المسارات إلى طرق عدة تُمكن الكاميرات وأجهزة الاستشعار "الكهروبصرية" للطائرة من دون طيار من جمع المعلومات الاستخبارية اللازمة في جزيرة تايوان الرئيسة والجانب الغربي من كوريا الجنوبية، بما في ذلك العاصمة سيول.
من الصعب اعتراضها
وتكشف الخريطة أن استخدام الرادار ذي الفتحة الاصطناعية، سيسمح لهذه الطائرات برسم خريطة للمنطقة، حتى في أحلك ساعات الليل، أو في ظل طقس ضبابي سيئ.
ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن مدير قسم أبحاث أنظمة الطيران في معهد تشونغ شان الوطني للعلوم والتكنولوجيا بالجيش التايواني تشي لي بين قوله: إن الاستخدام الأساسي للطائرة من دون طيار لن يكون ضد تايوان، إنما ضد الولايات المتحدة وقواعدها العسكرية في المحيط الهادئ.
وأوضح تشي لي، أن الطائرة لا يبدو أنها مصممة لشن هجمات، لكن التعديلات قد تسمح لها بشن ضربات في المستقبل، مضيفًا: "من الصعب اكتشافها واعتراضها، ذلك أن الأسلحة الجوية الأمريكية الحالية ليست جيدة بما فيه الكفاية".
عليهم القلق
يرى دين تشينغ، من معهد بوتوماك للدراسات السياسية، في حديث للصحيفة، أن الكشف يظهر تطوير الصين قدرات على مراقبة منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وأضاف تشينغ: "هذا لا يستهدف الولايات المتحدة ولا كوريا الجنوبية فقط، وإنما على اليابان والهند ودول جنوب شرق آسيا أن تقلق بشأن ذلك".
وأشار إلى أن الصين تنشئ مجموعة من الأنظمة عالية التقنية من الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت، التي يمكن أن تستخدم استطلاع الطائرات من دون طيار لأغراض مضادة للسفن، وكأسلحة مضادة للأقمار الاصطناعية.
وحسب الصحيفة، يبدو أن المطار الموصوف في الوثيقة بأنه "ليوان"، قاعدة في محافظة دوشان بمدينة لوان.
وأشارت إلى بنائه عام 1970، كجزء من حملة الزعيم ماو تسي تونغ لنقل الصناعات المهمة والمنشآت العسكرية إلى المناطق الجبلية، بعد توتر العلاقات مع الاتحاد السوفييتي وترك القيادة الشيوعية في الصين تشعر بأنها عرضة للهجوم.
وذكرت وسائل إعلام حكومية صينية أن حظائر القاعدة الجوية الأصلية، التي كانت تعرف آنذاك بمطار 8301، حفرت في جانب التل وكانت لها أبواب مطلية بالصلب بسمك 12 بوصة.
هجمات جوية
تُظهر مراجعة صور الأقمار الاصطناعية المتاحة للجمهور على "غوغل إيرث" أن القاعدة توسعت مرات عدة في السنوات الأخيرة، مع ما لا يقل عن 18 مبنى جديدًا شيدت بعد أغسطس 2020.
وبدءًا من أواخر فبراير 2022، أنشئت الطرق المؤدية إلى التلال جنوب المدرج، إذ إنه في بعض الأماكن، يبلغ عرض المقاصة الجديدة نحو 130 قدمًا.
ويعتقد مراقبون أن القاعدة تعد موطنًا لفوج من فرقة القاذفات العاشرة في المنطقة الشرقية، الفرع الذي من المرجح أن يشن هجمات جوية، إذا قررت الصين شن هجوم واسع النطاق على تايوان.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن جوزيف وين، المحلل المستقل المقيم في تايبيه، الذي يتتبع المنشآت العسكرية في الصين، قوله: "القاعدة جرى التخلي عنها سنوات، لكن ظهرت علامات واضحة منذ عام 2019 على إعادتها إلى الخدمة