هل تنجح أوكرانيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي؟
يقول مسؤول دبلوماسي أوروبي: توقعات الأوكرانيين عالية جدًا، لكن عليهم أن يستوفوا الشروط لبدء مفاوضات الانضمام.

السياق
متى تصبح أوكرانيا عضوًا في الاتحاد الأوروبي؟، هدف تأمل كييف أن يتحقق، بعد فترة وجيزة من انتهاء الحرب على أراضيها، لكن دول التكتل تعتقد أن ذلك لن يكون بالسهولة التي يتصورها نظام الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
أسهم بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022 في تسريع خطوات الانضمام، بعدما كان المشروع نظريًا قبل ذلك الحين، وبعد أربعة أشهر، منحت الدول الأعضاء في التكتّل أوكرانيا وضع المرشّحة للانضمام.
لكن الطريق لا يزال طويلًا أمام أوكرانيا، حتى وإن رأى رئيسها فولوديمير زيلينسكي أن وضع الدولة المرشّحة "نصر ولحظة تاريخية".
وقبل أيام من قمة أوكرانية أوروبية في كييف، تواصل العاصمة الأوكرانية الضغط على التكتل.
ويقول وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الذي يرغب في بدء المفاوضات السابقة للانضمام نهاية عام : "لدينا توقعات قوية... لا يمكننا أن نسمح بأن تُعيق مناورات سياسية طريقنا".
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، يرى مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك أنه عند انتهاء الحرب في أوكرانيا، ستقترح أوروبا "أقصر فترات ممكنة لانضمام أوكرانيا".
ويوضح: "سيحمل ذلك رمزية كبيرة وسيكون مهمًا جدًا لأوروبا قبل كل شيء"، مضيفًا: "برأيي، ستكون أوكرانيا مختلفة بعدما تنتصر في الحرب، مختلفة من ناحية أهميتها ومكانتها في أوروبا".
لكن منح كييف وضع المرشّحة بسرعة كبيرة، لا يعني أن تعاقُب الأحداث المقبلة سيكون بهذه السرعة، حسب كثيرين في بروكسل.
ويقول مسؤول دبلوماسي أوروبي: "توقعات الأوكرانيين عالية جدًا، لكن عليهم أن يستوفوا الشروط لبدء مفاوضات الانضمام"، مشددًا على استحالة تحديد موعد لبدء هذه المفاوضات، لأن ذلك يعتمد على جهود المسؤولين الأوكرانيين.
ويضيف: "لا يمكننا دمج أوكرانيا كما كانت قبل الحرب، نحن بحاجة إلى رؤية إصلاحات".
حددت بروكسل سبع خطوات، يجب اتخاذها تتمحور بشكل خاص حول مكافحة الفساد وتعزيز سيادة القانون.
انضمام تدريجي
السؤال: ما الجدول الزمني الذي يمكن أن تتبعه كييف في هذه الحالة؟
حرصًا منهم على عدم تثبيط عزيمة المسؤولين الأوكرانيين بجدول زمني بعيد جدًا، يبدي قادة الدول الـ27 حذرًا.
ويختصر مسؤول أوروبي استراتيجية التكتّل بالقول: "إذا جعلناهم ينتظرون 25 عامًا، سنخسرهم، وإذا انضموا إلينا بسرعة كبيرة، سنخسر أنفسنا".
ويقول الخبير في السياسة الداخلية والدولية لأوكرانيا في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية أندريه هارتيل: "إذا بدأت المفاوضات عام 2024، ستستغرق عملية الانضمام خمسة إلى سبعة أعوام".
من جهته، يرى مدير معهد جاك دولور للأبحاث سيباستيان مايار أن العملية "قد تمتدّ من 10 أعوام إلى 15 عامًا".
ويضيف أن أوكرانيا، وهي عملاق زراعي يبلغ عدد سكانها 40 مليون نسمة "يستحيل تمويلها من دون إصلاح السياسة الزراعية المشتركة للاتحاد وصناديق التماسك" الاجتماعي والإقليمي، التي تستوعب الجزء الأكبر من الميزانية المشتركة للاتحاد الأوروبي.
ويشك هارتيل في أن تبدأ مفاوضات الانضمام هذا العام، لكنه يعتقد أنه "يجب تقديم شيء ملموس للأوكرانيين عام 2023".
وفي بروكسل، بدأت تتضّح فكرة الانضمام التدريجي لأوكرانيا حتى وإن كانت معالمها غامضة.
ويسمح هذا الطرح لأوكرانيا بالاستفادة من بعض البرامج الأوروبية والتمويل في مرحلة المفاوضات، حسبما يقول رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال المؤيد للفكرة.
ويلفت إلى احتمال انعكاس العملية، ففي حال تراجع الدولة المرشحة عن بسط سيادة القانون، قد تُنتزع منها بعض مكاسب الانضمام.
ويشير مايار إلى أن الانضمام التدريجي سيسمح لأوكرانيا "بفرض نفسها من دون أن تقتحم الاتحاد الأوروبي، وعكس العملية حلّ عملي يسمح بالمضي قدمًا والحفاظ على الضغط لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة".