بعد دعمها بدبابات ألمانية وأمريكية... روسيا تمطر أوكرانيا بعشرات الصواريخ
قال الكرملين إن قرار الدول الغربية إرسال دبابات لكييف يجعلها طرفًا في النزاع

السياق
بعد ساعات من قرار ألماني أمريكي، بتزويد كييف بعشرات الدبابات الثقيلة، أمطرت موسكو سماء أوكرانيا بوابل من الصواريخ، بخلاف إسقاط سلاح الجو الأوكراني 24 مسيرة إيرانية الصنع.
وأطلقت القوات الروسية عشرات الصواريخ على أوكرانيا –الخميس- في سلسلة ضربات أسقطت قتيلًا على الأقل، واستهدف بعضها منشآت حيوية للطاقة، ما أدّى إلى انقطاع التيار الكهربائي، غداة إعلان واشنطن وبرلين اعتزامهما تزويد كييف بدبابات ثقيلة.
في غضون ذلك، قال الكرملين -الخميس- إن قرار الدول الغربية إرسال دبابات لكييف يجعلها طرفًا في النزاع.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحفيين: "تدلي العواصم الأوروبية وواشنطن باستمرار بتصريحات مفادها أن إرسال أنواع مختلفة من الأسلحة، بما في ذلك الدبابات، لا يعني -بأي حال- تورطها في القتال"، مضيفًا:"لدينا رأي مختلف تمامًا بشأن ذلك. في موسكو، يُنظر إلى هذا الأمر على أنه تورط مباشر في النزاع وأن ذلك يزداد".
دبابات ليوبارد
وأعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس -الخميس- أن برلين تنوي تسليم أوكرانيا دبابات "ليوبارد2" بين "أواخر مارس ومطلع أبريل".
وأضاف، خلال زيارة لقوات سلاح الجو الألماني في ساكسونيا أنهالت (شرق) أن تدريب القوات الأوكرانية على التعامل مع مدرعات خفيفة من طراز ماردر سيبدأ "نهاية يناير" في ألمانيا يتبعه تدريب على دبابات ليوبارد "بعد ذلك بقليل".
وقُتل رجل يبلغ 55 عامًا وأُصيب آخران عندما سقطت صواريخ روسية على العاصمة كييف، حسبما قال رئيس البلدية فيتالي كليتشكو. وأدّى سقوط أجزاء من صاروخ أسقطه سلاح الجو الأوكراني إلى قتل الرجل، وفق مسؤولين في المدينة.
وأعلنت الهيئة الناظمة لقطاع الطاقة في أوكرانيا، أنها بدأت تقطع التيار الكهربائي بشكل طارئ، حول كييف وفي منطقتي أوديسا ودنيبروبيتروفسك.
ومنذ أكتوبر، شنت روسيا سلسلة من الهجمات الجوية ضد أوكرانيا، واستهدفت منشآت للطاقة.
ووصلت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا –الخميس- إلى أوديسا للتعبير عن دعم باريس لأوكرانيا، بينما تتعرض المدينة لسلسلة جديدة من الضربات الروسية.
كانت الوزيرة الفرنسية قد توقفت في مولدافيا، الأربعاء، قبل أن تتجه إلى المدينة الأوكرانية -الخميس- حيث تبحث مع نظيرها الأوكراني دمتيرو كوليبا "الحاجات الفورية والطارئة للأوكرانيين عسكريًا ومدنيًا"، وفق مصدر دبلوماسي.
ولفت هذا المصدر إلى أن أوديسا أيضًا "مدخل لزعزعة الاستقرار في مولدافيا ورومانيا والأراضي الأوروبية".
وتزور كولونا الجمعة رومانيا، حيث تلتقي الرئيس ورئيس الحكومة في بوخارست.
منشآت الطاقة
وشلّت الهجمات الجديدة التغذية بالتيار الكهربائي، بينما الحرارة تقترب من الصفر مع اشتداد الشتاء.
الخميس، تضرّرت منشأتان للطاقة في منطقة أوديسا جنوبي أوكرانيا، حسب ما أعلن رئيس الإدارة العسكرية في المنطقة يوري كروك.
وأسقطت أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية 47 من أصل 55 صاروخًا روسيًا أطلقتها القوات الروسية -الخميس- على أوكرانيا، حسبما أعلن القائد العام للقوات الأوكرانية المسلّحة فاليري زالوجني عبر "تلغرام".
وقال زالوجني إن الدفاع الجوي "دمّر 47 صاروخًا عابرًا، 20 منها قرب العاصمة كييف"، مشيرًا إلى أن الروس أطلقوا 55 صاروخًا من الجوّ والبحر.
كان سلاح الجو الأوكراني قد أعلن إسقاط مجموعة مسيّرات هجومية إيرانية الصنع، أطلقتها القوات الروسية من بحر آزوف جنوبي أوكرانيا.
وقال سلاح الجو الأوكراني، في بيان، عبر "تلغرام": "أُطلقت طائرات من دون طيار من الساحل الشرقي لبحر آزوف. بحسب المعلومات الأولية، استخدم العدو 24 مسيّرة شاهد (إيرانية الصنع). دُمّرت جميعها".
ووافقت الولايات المتّحدة وألمانيا على تزويد أوكرانيا بدبّابات ثقيلة متطوّرة، في قرار طالما انتظرته كييف التي رأت فيه "خطوة مهمّة لتحقيق النصر النهائي" على القوات الروسية.
وفي خطاب متلفز، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنّ بلاده ستقدّم لكييف 31 دبابة أبرامز، التي تعد أحد أقوى الأسلحة وأكثرها تطوّراً في الجيش الأمريكي.
ضوء أخضر
وقبيل الإعلان الأميركي، قال المستشار الألماني أولاف شولتز إنّ بلاده وافقت على إرسال 14 دبابة ليوبارد2 إلى أوكرانيا.
ولقرار شولتز أهمية مضاعفة لأنه يفتح الباب أمام عديد من الدول الأوروبية، التي تمتلك مخزوناً من الدبابات الألمانية، لتقديم بعضها إلى القوات الأوكرانية.
وفي الوقت الذي تستعدّ فيه القوات الأوكرانية لشنّ هجوم مضادّ لدحر القوات الروسية، التي تعزز تحصيناتها شرقي أوكرانيا وجنوبها، لم يعد أمام حلفاء كييف الغربيين من خيار سوى الموافقة على تزويدها بهذا العتاد الحيوي.
وبعد سلسلة من الهزائم الميدانية، أعلنت روسيا تحقيق مكاسب على الجبهة الشرقية، حيث اعترفت أوكرانيا بسحب قواتها من بلدة سوليدار في منطقة دونيتسك.
كانت القوات الروسية ووحدات في مجموعة فاغنز المسلحة قد قالت -قبل أسبوعين- إنها استولت على البلدة الصغيرة.
وبعد ساعات على إعلان برلين وواشنطن موافقتهما على إرسال دبابات ثقيلة متطورة إلى كييف، قالت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية غانا ماليار عبر "تلغرام": "المعارك تحتدم" في محيط باخموت التي تحاول القوات الروسية -منذ أشهر- السيطرة عليها، وكذلك في محيط فوغليدار، جنوبي غرب دونيتسك.