أزمة في البيت الأبيض... ماذا يعني تغيير بايدن لكبير موظفيه؟

ترجمات - السياق

أزمات سياسية داخلية، لا تقل ضراوة عن تلك التي تواجهها أمريكا خارجيًا، ففي البيت الأبيض يعاني جو بايدن أزمة وُصفت بـ "الأخلاقية" التي قد تهدد رغبته في الترشح لولاية رئاسية ثانية، كما تهدد أيضًا حظوظ الديمقراطيين على المستويين النيابي والرئاسي.

فقد دفعت فضيحة "الوثائق السرية" التي عُثر عليها في أحد بيوت الرئيس بايدن، الإدارة الأمريكية، نحو مزيد من الإحباطات، لإجراء تعديل في هيكلها، سيبدأ بانسحاب رون كلاين، بعد عامين في منصبه رئيسًا لموظفي البيت الأبيض.

تعديل محوري

وقال مطلعون على الأمر إن البيت الأبيض يخطط لتعيين جيف زينتس -المسؤول السابق عن ملف كورونا-رئيسًا للموظفين، بعد المغادرة المتوقعة لرون كلاين، في ما سيكون تعديلًا وزاريًا محوريًا، في واحدة من أكثر اللحظات حساسية في رئاسة جو بايدن.

ينضم زينتس إلى البيت الأبيض، بينما يخوض بايدن مرحلة حرجة جدًا بشأن وثائق حكومية سرية عُثر عليها في مقر إقامته ومكتبه الخاص السابق، في حين يستعد للترشح للرئاسة عام 2024.

الوثائق السرية

 وحسب تقارير أمريكية فإن اكتشافات الوثائق -التي تحقق فيها وزارة العدل الأمريكية- أدى إلى إضعاف الحماس المحيط بأداء الديمقراطيين، بعد انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر الماضي.

من زيتس؟

يعد زينتس من أشهر الأشخاص في البيت الأبيض، إذ عمل في عهد بايدن  منسقًا لاستجابة الإدارة لوباء كورونا، قبل التنحي في أبريل الماضي، الذي قال عنه بايدن إنه اختار زينتس للوظيفة "لأنه لا يوجد أحد أفضل من جيف في تحقيق النتائج".

كما تولى زينتس مسؤوليات كبيرة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما مديرًا للمجلس الاقتصادي الوطني ومشرفًا على إصلاح الأخطاء في موقع التأمين الصحي الحكومي، وسبق تعيينه مرتين مديرًا بالإنابة لمكتب الإدارة والميزانية.

تأتي تقارير تعيين زينتس بعد يوم من قول مطلعين على الأمر إن كلاين كان يخطط للمغادرة، لكن غير المتوقع أن يغادر قبل 7 فبراير المقبل، عندما يلقي بايدن كلمة، في جلسة مشتركة للكونغرس، في خطاب الرئيس السنوي عن حالة الاتحاد.

نجح كلاين في إدارة لحظات حاسمة في ولاية بايدن، بما في ذلك تنصيب الرئيس بأعقاب أعمال الشغب في 6 يناير 2021 في مبنى الكابيتول الأمريكي، والمفاوضات المشحونة مع الكونجرس بشأن البرامج التشريعية الشاملة، بما في ذلك الحزم الاقتصادية الضخمة.

ورفض البيت الأبيض التعليق على رحيل كلاين، ولم يرد على طلب للتعليق على موعد تعيين زينتس.

إذا تأكد الخبر، سيكون زينتس رئيسًا للطاقم وسطيًا أكثر من كلاين، الذي أقام علاقات وثيقة بالمشرِّعين الديمقراطيين من اليسار التقدمي للحزب.

وتصف الصحافة الأمريكية زينتس بأنه مستخدم نشط على وسائل التواصل الاجتماعي، غالبًا ما ينشر على "تويتر" للترويج لسياسات بايدن والدفاع عنها.

يأتي التغيير المتوقع، في الوقت الذي يتصارع فيه البيت الأبيض مع توازن جديد للقوى في الكابيتول هيل، بعد سيطرة الجمهوريين -بفارق ضئيل- على مجلس النواب، في أعقاب انتخابات التجديد النصفي، وهذا يعني أن بايدن لن يركز -بعد الآن- على تمرير تشريعات كبيرة من خلال الكونجرس، كما كان الحال خلال أول عامين له في المنصب، مع الأغلبية الديمقراطية في المجلسين، وبدلاً من ذلك، من المرجح استنفاده في المواجهات مع الجمهوريين في مجلس النواب