مصر تطلق صفوان ثابت ونجله.. محطات على الطريق منذ ضبطه وحتى إطلاقه
محطات على الطريق منذ ضبطه وحتى إطلاقه.. صفوان ثابت ونجله على الأسفلت

السياق
على الطريق إلى «الجمهورية الجديدة»، خطت السلطات المصرية مؤخرًا خطوات كبيرة في مجال حقوق الإنسان، والإفراج عن مئات من المعتقلين، ممن لم تتلوث أيديهم بدماء المصريين، في الأحداث التي أعقبت عزل تنظيم الإخوان من سدة الحكم في 2013.
وشهدت الفترة الماضية، قرارت عدة بالإفراج عن بعض المعتقلين السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان، في قرارات، تهدف إلى إحداث حالة من الانفراجة، قبل عقد الحوار الوطني الشامل الذي دعا إليه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
آخر تلك القرارات، كان ذلك الذي صدر بحق رجل الأعمال المصري صفوان ثابت ونجله، بعد عامين من الحبس الاحتياطي بدون إحالة للمحاكمة، في قضية تمويل تنظيم الإخوان الإرهابي.
وقالت مريم نجلة رجل الأعمال المصري صفوان ثابت، مؤسس شركة جهينة للصناعات الغذائية، في تدوينة عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن السلطات المصرية أفرجت عن والدها وشقيقها سيف ثابت المعتقلين منذ قرابة عامين.
وأضافت مريم ابنة صفوان ثابت، أنه تم إنهاء إجراءات الإفراج عن والدها وشقيقها سيف المحبوسين منذ ديسمبر/كانون الأول 2020، مختتمة تدوينتها، قائلة: «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ، استجاب الله الدعوات.. أبويا صفوان ثابت وأخويا سيف الدين ثابت، معانا».
الأكثر تداولا
وما إن أطلق سراح رجل الأعمال المصري صفوان ثابت ونجله، حتى قفز اسمه إلى الأكثر تداولا على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وسط فرحة بخبر إطلاقه، وآمال بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين.
وقال الصحافي والناشط السياسي المصري أنور الهواري، في تدوينة عبر حسابه بـ«فيسبوك»، إنه بالإفراج عن صفوان ثابت ونجله، نتمنى أن تنتهي إلى الأبد ظاهرة الاعتقال العائلي، من مبارك وأولاده، إلى مرسي وأولاده.
وأضاف الهواري الذي كان رئيس تحرير لكبرى الصحف المصرية: «نريد فقط حكم القانون، اتهامات حقيقية، محاكمات عادلة، دون أي دوافع سياسية مثل إرضاء الجمهور، أو تنفيس غضب الشارع، وفي النهاية تظل المسؤولية فردية».
نقيب الصحافيين المصريين السابق يحيى قلاش دخل على خط خبر إطلاق صفوان ثابت، قائلا في تدوينة عبر حسابه بـ«فيسبوك»: استقبلت خبر إفراج النيابة عن صفوان ثابت ونجله بعد سنوات من الاحتجاز والمعاناة بكثير من المشاعر الإيجابية.. أتمني ان تكون هذه الخطوة المتأخرة بداية لاعادة النظر في كثير من الأمور التي تحتاج الي مراجعة وتؤدي الي بعض الانفراج في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها.
لكن لماذا ألقي القبض على صفوان ثابت؟
من التحفظ على أمواله وصولًا إلى قرار إخلاء سبيله والإفراج عنه على ذمة القضية، رحلة طويلة دامت ثماني سنوات، مرت بها قضية رجل الأعمال ومالك شركة جهينة للصناعات الغذائية صفوان ثابت، والذي تلاحقه اتهامات بتمويل الإرهاب، قبل أن تقرر النيابة العامة في مصر، إخلاء سبيله ونجله سيف مساء السبت، بضمان محل إقامتهما على ذمة اتهامهما في قضية تمويل الإخوان.
ومنذ العام 2013، صدرت بحق رجل الأعمال صفوان ثابت عدة قرارات، عقب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 التي اقتلعت جذور الإخوان من البلد الأفريقي، ضمت العديد من الشخصيات المتهمة بالانتماء لجماعة الإخوان وتمويل أغراضها الإرهابية.
إلا أنه رغم تلك القرارات التي بدأت في العام 2014 لم تُقيد حرية صفوان ثابت إلا منذ عامين فقط، وتحديدًا من ديسمبر/كانون الأول 2020 وحتى مساء السبت 21 يناير/كانون الثاني 2023.
فما مراحل القضية؟
في أغسطس/آب 2015، قررت اللجنة المصرية لإدارة أملاك جماعة الإخوان، التحفظ على أموال صفوان ثابت، باستثناء شركة جهينة للصناعات الغذائية التي يمتلكها ويرأس مجلس إدارتها آنذاك، لكونها شركة مساهمة مصرية ولها أنشطة خيرية.
قرار لجنة إدارة أملاك الإخوان الصادر -آنذاك-، كان بين عدة قرارات صدرت بالتحفظ على أموال العديد من قيادات وعناصر جماعة الإخوان، لاتهام بعضهم بارتكاب عمليات إرهابية واتهام آخرين بتمويل الإرهاب.
بعدها بعامين وتحديدًا في 2017، أصدرت محكمة جنايات القاهرة، حكمًا بإدراج صفوان ثابت على قوائم «الإرهابيين» ضمن قائمة أبوتريكة التي ضمت 1538 شخصًا.
ورغم إلغاء محكمة النقض (درجة أعلى من محكمة الجنايات) القرار، إلا أن صفوان ثاتب أدرج على قائمة الإرهاب على ذمة قضية جديدة، في 30 أبريل/نيسان 2018، بالإضافة إلى 1529 شخصًا من القائمة السابقة.
وبالمخالفة للقرار السابق، أيدت محكمة النقض هذه المرة قرار محكمة أول درجة، والذي ما زال مطبقًا على صفوان ثابت ونجله، حتى إبريل/نيسان 2023.
ورغم مرور أكثر من عامين على قرار 2018، إلا أن السلطات المصرية ألقت القبض على صفوان ثابت في ديسمبر/كانون الأول 2020، بتهمة تمويل الإرهاب، فيما ضبطت نجله سيف في مارس/آذار 2021.
وعلى مدار قرابة عامين صدرت قرارات عدة بتجديد حبسهما، في قضية الاشتراك مع آخرين بتكوين جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون والدستور تستهدف زعزعة الأمن القومي للبلاد.
ووجهت إلى صفوان ثابت و15 متهمًا آخرين، عدة اتهامات؛ بينها نشر أخبار كاذبة عن الأوضاع السياسية والاقتصادية بالبلاد بقصد تكدير السلم العام في إطار أهداف جماعة الإخوان الإرهابية، والترويج لأغراض الجماعة التي تستهدف زعزعة الثقة في الدولة المصرية ومؤسساتها، وتلقي تمويل بغرض إرهابي.
وبعد ضبطه بعام، وتحديدًا في سبتمبر/أيلول 2021 أعلنت وزارة الداخلية المصرية، إجهاض مخطط يستهدف إعادة إحياء نشاط التنظيم، عبر التحايل والالتفاف على إجراءات التحفظ القانونية المتخذة ضد الكيانات.
وبحسب بيانات الداخلية المصرية -آنذاك-، فإن صفوان ثابت، كلف الإخواني يحيى مهران عثمان، بـ«استغلال شركاته فى عمليات نقل وإخفاء أموال التنظيم واستثمار عوائدها لصالح أنشطته الإرهابية».