هل انتحر نجل مرسي؟.. سهام شائعات الإخوان ترتد في صدور التنظيم

يقول الباحث في شؤون الجماعات الأصولية أحمد سلطان، في تصريحات لـ السياق، إن تنظيم الإخوان يسعى من خلال نشر وبث الشائعات، إلى صنع حالة من الخلط والارتباك لتحقيق مصالحه الخاصة.

هل انتحر نجل مرسي؟.. سهام شائعات الإخوان ترتد في صدور التنظيم

السياق

على مائدة الشائعات يقتات تنظيم الإخوان الإرهابي، محاولًا تكدير السلم العام، عبر صنع حالة من الخلط والارتباك لدى الرأي العام المصري، لتحقيق مصالحه الخاصة.

فمن ارتفاع الأسعار، والسياسات النقدية بالتبعية، مرورًا بتقلص الدعم والتموين، إلى الحديث عن المشروعات القومية وجدواها، محاور شائعات عدة يحاول تنظيم الإخوان اللعب على وترها، مستغلًا الأزمة الاقتصادية الراهنة في مصر، باختلاق حالة من عدم الرضا عن سياسات الحكومة، لفتح ثغرة له ليعود من جديد إلى الساحة السياسية.

آلية طالما استخدمها تنظيم الإخوان، منذ اقتلاعه من جذوره في ثورة شعبية، إلا أنها أثبتت فشلها، بعد أن تحطمت على صخرة الحقائق والوعي المصري.

ورغم ذلك، فإن تنظيم الإخوان لا يكف عن استخدامها، لتصيب أعيرته النارية صدور كوادره هذه المرة، بشائعة جاءها النفي من داخل التنظيم الإرهابي، قبل الأجهزة الرسمية.

 

فماذا حدث؟

منظمات حقوقية ووسائل إعلام، تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، أثارت -الساعات القليلة الماضية- تقارير تفيد بأن 5 معتقلين في سجن بدر 3 يحاولون الانتحار بينهم نجل الرئيس الراحل محمد مرسي، وأرجعت مصدر المعلومات إلى ما وصفتها بـ«رسالة مسربة من السجن».

وحاولت تلك المنظمات الاستفاضة في ادعاءاتها، بالزعم أن النزلاء يتعرضون لمعاملة قاسية في السجون المصرية، وأن السلطات تمنع عنهم الزيارة، التي تعد حقًا لهم.

إلا أن ساعات قليلة مرت، كانت كفيلة بأن يصدر بيان نفي من داخل تنظيم الإخوان نفسه، فقال حساب «مؤسسة مرسي للديمقراطية» على «تويتر»، السبت، إن أسرة مرسي «تنفي صحة الأخبار المتداولة بخصوص محاولة انتحار نجلها أسامة مرسي -المحامي- في محبسه بمجمع سجن بدر 3».

ووجهت أسرة مرسي رسالة لاذعة إلى المنظمات الحقوقية الإخوانية، داعية إياها ووسائل الإعلام الإخوانية التي تبنت وجهة نظرها إلى «تحري الدقة والتأكد من مصادرها».

وأشارت إلى أن أسامة مرسي «لا يزال متمسكًا بطريق النضال السلمي وعلى درب أبيه من دون يأس ولا استسلام»، على حد تعبيرها.

 

نفي رسمي

وزارة الداخلية المصرية دخلت على خط الادعاءات الإخوانية مفندة إياها، وكاشفة زيفها، قائلة إن مصدرًا أمنيًا نفى صحة ما تداولته إحدى القنوات الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية عن الأوضاع بأحد مراكز الإصلاح والتأهيل.

وقال المصدر الأمني، إن تلك القناة سبق لها الادعاء بمحاولة انتحار أحد النزلاء من الجماعة الإرهابية داخل المركز وهو ما تم تكذيبه من قبل أسرة النزيل، ما يؤكد اختلاقها تلك الادعاءات، في إطار المحاولات اليائسة للجماعة الإرهابية للتغطية على فشلها بالتأثير في الرأي العام والانقسامات داخل صفوفها.

كانت جبهة لندن، أصدرت بيانًا زعمت فيه تعرض بعض المحكوم عليهم بسجن بدر 3 في مصر، بينهم أحد أفراد أسرة محمد مرسي للتعذيب، مدعية أن السجناء يتعرضون لجرائم من دون مراعاة لحرمة شهر رمضان المبارك، مستنكرة في الآن نفسه ما «كذبته أسر بعض السجناء في هذا السجن».

في السياق نفسه، أعلنت وزارة الداخلية المصرية، إتاحة زيارة استثنائية للنزلاء، بمناسبة قرب الاحتفال بعيد القيامة المجيد، على ألا تحتسب ضمن الزيارات المقررة لهم، ما يدحض مزاعم الإخوان، بأن الوزارة ترفض زيارة ذوي السجناء.

وقالت وزارة الداخلية، إن قرارها يأتي حرصًا منها على تقديم كل أوجه الدعم والرعاية للنزلاء بمراكز الإصلاح والتأهيل، ودعمهم نفسياً من خلال إتاحة الفرصة لهم للقاء ذويهم بمختلف المناسبات.

 

ما أسباب الشائعات؟

يقول الباحث في شؤون الجماعات الأصولية أحمد سلطان، في تصريحات سابقة لـ«السياق»، إن تنظيم الإخوان يسعى من خلال نشر وبث الشائعات، إلى صنع حالة من الخلط والارتباك لتحقيق مصالحه الخاصة.

وعن سر استهداف السجون، قال سلطان، إن فكرة تكثيف الشائعات التي يبثها الإخوان عن الانتهاكات بالسجون تجاه قيادات الجماعة المحبوسين بالسجون المصرية، ترجع إلى أهميتهم.

وأشار إلى أنه في ظل الصراع الحالي بين جبهتي الإخوان، فإن ملف السجناء يحتل أهمية بارزة، مؤكدًا أن قيادات التنظيم يدركون أنهم لا يملكون أي وسيلة لتحقيق إنجاز في ملف السجناء، وهو ما اعترف به القيادي الراحل إبراهيم منير في عدد من التصريحات، إذ قال إنه لا يملك الكثير للسجناء، كما قال قائد جبهة اسطنبول محمود حسين: «من لديه أي وسيلة في ملف السجناء فليساعدنا بها».

وأوضح الباحث في الجماعات الأصولية، أن تكثيف جماعة الإخوان لبث الشائعات، من وسائل الضغط على مصر، التي تحاول من خلالها الجماعة، حث بعض الدول الغربية على التحرك للضغط على القاهرة، للإفراج عن هؤلاء السجناء، وتخفيف الضغط على أتباعها في الداخل ومحاولة الانتشار وكسب الزخم.

وبحسب أحمد سلطان، فإن جماعة الإخوان تعمل على نشر الشائعات بصورة ممنهجة، عبر لجان متخصصة لإنتاج وترويج الشائعات، مستفيدة من تجارب بعض الدول التي تستخدم الدعاية والأذرع الإلكترونية.

وبينما قال إن تنظيم الإخوان اقتحم مجال اللجان الإلكترونية بصورتها الحالية عام 2015 بتنسيق مع قيادات الإخوان، أكد أنها ضمت في صفوفها خبرات أجنبية، وتلقت تدريبات نوعية لكيفية نشر الشائعات في المحيط والفئات المستهدفة، سواء على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أم المواقع الإلكترونية.

 

آليات الحروب الجديدة

من جانبها، قالت عضو مجلس النواب المصري أميرة العادلي، في تصريحات لـ«السياق»، إن ترويج الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، ضمن آليات الحروب الجديدة، التي استخدمها تنظيم الإخوان إبان أحداث 2011 في مصر، بعد فشلها في الحكم، ونجاح ثورة 30 يونيو 2013، لتأليب الشارع، ودعم موقفها كقوة منظمة تحاول السيطرة على الأوضاع المضطربة وقتها.

وأوضحت البرلمانية المصرية، أن هدف هذه الآلية، اختبار وجودها على مواقع التواصل الاجتماعي وحدود تأثيرها بعد انهيار شعبيتها في الشارع، مشيرة إلى أن إطلاق الشائعات وسيلة تعدها الإخوان جيدة لتكدير السلم العام.

وعن استمرار قدرة الإخوان على إدارة الشائعات، رغم معاناتها من الانقسامات الداخلية، قالت أميرة العادلي إن إدارة اللجان الإلكترونية والصفحات التي تروج للشائعات، لا تحتاج لتنظيم على الأرض، بل إلى تمويل ضخم.

واستدلت على رؤيتها بأن منشورًا على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن أن يجد رواجًا أكثر من أي تحرك على الأرض، إذ يبدأ الانتشار بشكل موسع، خاصة إذا كانت الشائعة تضم جانبًا من المعلومات الحقيقية، وتمس الأوضاع الاقتصادية أو الاجتماعية.

وعن آليات المواجهة، قالت البرلمانية المصرية، إنه يجب التحلي بالشفافية والإفصاح عن المعلومات، ورفع نسبة الوعي لدي المواطنين، وتحديث الصفحات الخاصة بالوزارات والهيئات.