معرضي آيدكس ونافدكس.. أحدث الابتكارات العسكرية على أرض الإمارات
سجلت صفقات اليوم الأول من معرضي آيدكس ونافدكس 2023، نحو 4.5 مليار درهم.

السياق
منصة دولية لعرض أحدث التقنيات والابتكارات في قطاع الدفاع الدولي، وملتقى عالمي لعقد الشراكات الاستراتيجية بين الشركات العالمية المتخصصة في هذه القطاعات، إنها النسخة الأضخم من معرضي آيدكس ونافدكس 2023، التي تقام على أرض الإمارات.
تلك النسخة التي انطلقت الاثنين، تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات القائد الأعلى للقوات المسلحة، وُصفت بالأضخم في تاريخ فعاليات معرضي الدفاع الدولي (آيدكس 2023) والدفاع البحري (نافدكس 2023).
المعرضان اللذان تنظمهما «أدنيك» بالتعاون مع وزارة الدفاع الإماراتية، ويستمران 5 أيام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، يشهدان حضورًا غير مسبوق، ويشكلان منصة تمكن الجميع من المواكبة المباشرة لتطور الصناعات الدفاعية المتسارع، وما فيها من مستجدات واختراعات، وعقد الصفقات وما تمثله من محرك اقتصادي ضمن التنمية الشاملة، التي تنعم بها دولة الإمارات كمحور رئيس في استراتيجيتها الأمنية، وخطط تنويع اقتصادها وتكوين مواردها البشرية.
والمعرضين يعدان محفلًا تجمع فيه دولة الإمارات العالم، لتؤكد ريادتها الحضارية وتأثيرها المتنامي وقوة نهجها الملهم على الساحتين الإقليمية والدولية ومكانتها الراسخة، كوجهة رئيسة لما تحظى به جهودها من ثقة مطلقة من المجتمع الدولي.
ماذا عن النسخة الحالية؟
بمشاركة أكثر من 1350 شركة، انطلقت النسخة الحالية، التي تعد الأكثر تميزاً في تاريخ المعرض، لأنها تتزامن مع مرور 30 عاماً على انطلاق «آيدكس» الحدث الرائد الذي يُعد أحد أهم المعارض الدفاعية على مستوى العالم، وأكبرها على مستوى المنطقة.
وزادت المساحة الكلية للمعرض هذا العام بنسبة 20% مقارنة بالدورة السابقة، لتصل إلى 165 ألف متر مربع، وارتفعت 135 ضعفًا مقارنة بمساحة الدورة الأولى عام 1993 التي لم تتجاوز 1200 متر مربع.
ويتوقع أن تستقطب نسخة هذا العام ما يزيد على 130 ألف زائر من كبار الشخصيات وصناع القرار والمتخصصين من جميع أنحاء العالم، وبنسبة نمو قدرها 209% عن الدورة السابقة عام 2021.
وتشارك في نسخة هذا العام 65 دولة، بزيادة قدرها 10% عن الدورة السابقة و200% مقارنة بالنسخة الأولى عام 1993، بينما ارتفع عدد الأجنحة إلى 41 جناحًا وطنيًا بنسبة نمو قدرها 17% مقارنة بالدورة السابقة.
وتشارك في المعرض 9 دول جديدة للمرة الأولى: أوزباكستان، أيرلندا، نيجيريا، مونتينيغرو، ليتوانيا، الكويت، بنغلاديش، كولومبيا إضافة إلى موناكو.
تتميز نسخة هذا العام بعديد من المبادرات، التي تسهم في تعزيز مكانة الحدث الأبرز عالمياً، في قطاع الصناعات الدفاعية.
كما افتتحت قاعة إضافية تضم منطقة للشركات الناشئة (Startups)، على مساحة تتجاوز 1500 متر مربع، تستقطب ما يزيد على 81 شركة ناشئة من 25 دولة، لعرض أبرز تقنياتها ومنتجاتها أمام الزوار والخبراء.
وتشهد الدورة الحالية إقامة معرض نافدكس للمرة الأولى في قاعة مارينا أدنيك الجديدة، التي تمتد على مساحة تتجاوز 10 آلاف متر مربع، تعد الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط.
وارتفع عدد الشركات العارضة في الدورة الحالية بمعرض نافدكس بنسبة 206% مقارنة بالدورة السابقة، وزادت المساحة الإجمالية بنسبة 35% لتصل إلى 57 ألف متر مربع.
يشارك في الدورة الحالية من معرض نافدكس عديد من القطع والسفن البحرية من 7 دول: باكستان، البحرين، بريطانيا، إيطاليا، الصين، الهند، إضافة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث ستعرض هذه السفن في ميناء أدنيك، إضافة إلى ميناء زايد، الذي يستقطب عديدًا من القطع والسفن البحرية المشاركة في المعرض.
الأحداث المصاحبة
قبل أيام من بدء المعرض، أعلنت مجموعة أدنيك -بالتعاون مع وزارة الدفاع الإماراتية- إطلاق منصة «آيدكس نكست جين»، ولأول مرة ضمن النسخة السادسة عشرة من معرض «الدفاع الدولي (آيدكس 2023)» والنسخة السابعة من معرض «الدفاع البحري (نافدكس 2023)».
وتوفر «آيدكس نكست جين» التي تستقطب ما يزيد على 82 شركة ناشئة من 25 دولة، منصة مثالية تتيح للشركات عرض الأفكار والمنتجات واستراتيجية الأعمال، وتتيح الفرصة أمام رواد الأعمال وتعزيز العلاقات والأعمال التجارية، من خلال لقاء المستثمرين والتواصل مع كبار الشخصيات في القطاعات الدفاعية العالمية، وتكوين شراكات فاعلة تسهم في توفير فرص تجارية واستثمارية.
وستشكل المنصة فرصة للاستفادة من خبرات أفضل الشركات الناشئة، من خلال رفد القطاع بأفضل الحلول والتقنيات والمعدات الدفاعية الناشئة، التي تتمتع بالكفاءة العالية وتعزز جهود تطوير الصناعات الدفاعية والعسكرية في المستقبل.
رشاش خفيف
أعلنت "كراكال"، الشركة الرائدة في إنتاج الأسلحة الخفيفة بمنطقة الخليج العربي والتابعة لـمجموعة «ايدج»، الاثنين، إطلاق الرشاش الخفيف (CLMG 556).
يُذكر أن (CLMG 556) الجديد رشاش آلي، طورته كراكال ويبلغ وزنه نحو 7.8 كجم، ويزود بذخيرة عيار 5.56 × 45NATO ، وكذلك بحزام للذخيرة.
وقال حمد العامري، الرئيس التنفيذي لشركة كراكال: "لقد كان رشاش (CLMG 556) الجديد مشروعاً مهماً بالنسبة لنا، فهو أول رشاش يطور في دولة الإمارات العربية المتحدة، مع وضع متطلبات المستخدم النهائي في الاعتبار، ومن الناحية المعيارية، شكلت بيئة العمل والوزن والدقة والمتانة، العوامل الأساسية التي دعمت تطوير هذا الرشاش، بفضل فريق البحث والتطوير المتميز لدينا.
يأتي الرشاش مزوداً بأخمص قابل للتمديد بخمسة أوضاع، مع مسند للخد قابل للتعديل بثلاثة أوضاع، وزود بقاعدة تكتيكية (STANAG 4694 / MIL-STD-1913) ليتمكن المستخدم من تثبيت المنظار، كما يأتي بثلاثة أطوال للسبطانة سهلة التبديل.
أسطول فرقاطات
على هامش المعرضين، وقَّعت مجموعة إيدج عقداً بمليار يورو تبني بموجبه شركة بناء السفن الرائدة «أبوظبي لبناء السفن»، أسطولًا من الفرقاطات المتطورة بطول 71 متراً للبحرية الأنغولية.
وتعد الفرقاطة BR71 MKII سفينة متطورة للغاية مزودة بأنظمة مهام حديثة، بما في ذلك الرادار ثلاثي الأبعاد ومجموعة الحرب الإلكترونية والاتصالات الآمنة ومدفع رئيس وأنظمة صواريخ أرض- أرض وأرض- جو.
وقال خالد البريكي، رئيس قطاع المنصات والأنظمة في "إيدج": «يمثل توقيع صفقة التصدير الدفاعية البالغة قيمتها مليار يورو إنجازاً بالغ الأهمية لمجموعة إيدج وشركة أبوظبي لبناء السفن. وذلك يوضح نهجنا الاستراتيجي والتزامنا الراسخ بزيادة الصادرات الوطنية».
ومن خلال تصدير الحلول المتقدمة المصنوعة في دولة الإمارات عالميًا، تعمل "إيدج" على تطوير قاعدة صناعية دفاعية محلية وإنشاء قيمة محلية وتنويع الاقتصاد وترسيخ مكانة الإمارات كلاعب عالمي مهم في قطاعي الدفاع والتكنولوجيا المتقدمة.
وتعد الفرقاطة BR71 MKII سفينة متقدمة للغاية قادرة على أداء مهام عدة لتأمين ساحل أنغولا البالغ طوله 1600 كيلومتر.
وتملك شركة أبوظبي لبناء السفن حوض بناء سفن متقدمًا بمساحة 330 ألف متر مربع في أبوظبي، حيث تبني فرقاطات وزوارق دوريات وزوارق دوريات سريعة للعملاء العسكريين وسفناً تجارية لقطاع الخدمات النفطية، كما تقدّم الشركة مجموعة من خدمات الصيانة والإصلاح وإعادة التجهيز والتجديد والتحويل، فضلاً عن خدمات التصميم والاستشارات الهندسية.
11 حلًا متقدمًا
وكشفت مجموعة "إيدج" عن 11 حلاً متقدماً في قطاع القيادة المستقلة والمسيّرة بقدرات محسنة لتطبيقات تشمل المجالات الجوية والبرية والبحرية.
وتغطي المنتجات والأنظمة المتطورة والجديدة مجموعة من المهام، بما يضم عمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع التكتيكية، والدعم اللوجستي، والعمليات القتالية المعقدة.
وقال منصور الملا، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لمجموعة إيدج: «يتوّج اليوم استثماراتنا الموسعة في الشركات الرائدة بمجالات الصناعة والابتكار والتطوير السريع للمنتجات، التي تهدف إلى تنويع عروضنا وضمان وصول عملائنا المحليين والعالميين إلى الحلول الأكثر تقدماً في السوق».
وتابع: «نعتز بإطلاق مجموعة متكاملة (صُنعت في الإمارات) من الحلول القائمة على التكنولوجيا المستقلة، التي ستمكن عملاءنا من توسيع نطاق وصولهم إلى آفاق وأعماق جديدة عبر بيئات قتالية عدة».
المجال الجوي
وتوفر المركبة الجوية القتالية المسيّرة جنية JENIAH وسيلة مستقلة ومتفوقة تكنولوجياً لتنفيذ مجموعة من العمليات العسكرية، مع حمولة عالية ومدىً واسع، إلى جانب قدرتها على العمل بسرعة فائقة. وتُعرض إلى جانب المركبة محطة التحكم البرية المصممة لمراقبة النظام وتوجيهه.
بينما صُممت مركبة إيرتراك AIRTRUCK لتقديم الدعم اللوجستي الاستراتيجي، بما يشمل عمليات إمداد القوات في المواقع النائية والإجلاء الطبي والاستطلاع، وتصل حمولتها القصوى إلى 500 كيلوجرام، وسرعة تحليقها إلى 120 كيلومتر في الساعة، ويبلغ مداها 360 كيلومترًا.
وفي إضافة جديدة إلى مجموعة كيو إكس، طورت مركبة كيو إكس 6-50 للأغراض اللوجستية والتطبيقات العسكرية والمدنية. ويمكن للمروحية المسيّرة العمل بشكل مستقل، وتصل حمولتها إلى 50 كيلوجراما ويبلغ مداها 200 كيلومتر، وتتطابق نموذجياً مع الطرز الأخرى من كيو إكس، ما يضمن سهولة صيانتها.
كما صممت "إيدج" منصة الاختبار لتسريع تطوير المنتجات وتقليل الوقت اللازم لطرحها في السوق، وتتكون المنصة من مركبة جوية مسيّرة ثابتة الجناحين، توفر قدرات اختبار داخلية لذخائر الجو - بحر.
وعبر المواءمة بين الطائرات المأهولة والمسيّرة، استعرضت "إيدج" حلين لإدارة حركة المرور باستخدام المسيّرات، بعد استثمارها الاستراتيجي في الشركة المزودة لتلك الإدارة هايلاندر.
ويقدم حلّ «يونيفيرسال يو تي إم» مراقبة مستقلة وآنية لخطوط سير الطيران ونشاط الطائرات المسيّرة، مع إمكانية الموافقة على الرحلات الجوية أو رفضها، واقتراح خطوط بديلة، والاستجابة للتغييرات خلال الرحلات.
كما عرضت «إيدج» منصة التحكم بالمهمات التفاعلية خلال "آيدكس"، التي تتيح للمستخدمين أتمتة أسطول طائرات مسيّرة والتحكم فيه لتنفيذ العمليات، وتوفر تحكماً آنياً في المجال الجوي.
المجال البري
عرضت شركة إيدج ثلاثة من أكثر مركباتها البرية المسيّرة تقدماً، حيث توفر مركبة ثيميس كومبات البرية المسيّرة دعماً نارياً مباشراً عالي الدقة للوحدات المناورة وتعمل كمضاعفة للقوة، بينما صُممت المركبة البرية المسيّرة ثيميس أوبزيرف لمهام الاستطلاع التكتيكية، وزودت بمجموعة من أجهزة الاستشعار للعمليات النهارية والليلية.
وتعد المركبة القتالية الروبوتية تايب إكس، مساعدة للوحدات الآلية، ويمكن نشرها بسرعة وعن بُعد لمرافقة مركبات المشاة القتالية التقليدية، وتوفير قوة نارية مطابقة واستخدامات تكتيكية في ميدان المعركة.
وتستكمل أنظمة «ميلريم للروبوتات» غير المأهولة عبر مجموعة الوظائف الذكية من ميلريم، التي توفر قدرات مستقلة ونظام قيادة وتحكم مصممًا خصيصاً للأنظمة الروبوتية، التي تدمج عديد الأصول الجوية والأرضية غير المتشابهة.
وأظهرت "إيدج" التزامها بتطوير القدرات الداخلية، إذ قدّمت نموذجاً تجريبياً لمركبة قتالية روبوتية ثمانية الدفع باسم «نمر آرسي في»، التي صُممت لضمان تنقل تكتيكي وأداء متفوقٍ وقدرة على المناورة وسرعة عالية.
المجال البحري
صُممت سفينة 170 Detector USV من شركة أبوظبي لبناء السفن، لمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع البحرية وكشف الألغام تحت الماء، ويمكن تجهيز السفينة للعمليات المأهولة أو غير المأهولة، لأداء مجموعة من مهام القتال البحري، والمراقبة ورسم الخرائط للقوات البحرية والمدنية.
ويبلغ حجم السفينة 17 متراً، ويمكنها العمل 4 ساعات في وضع الدفع الكهربائي الصامت، أو بسرعات تصل إلى 40 عقدة في وضع الدفع بالديزل.
صفقات اليوم الأول
سجلت صفقات اليوم الأول من معرضي آيدكس ونافدكس 2023، نحو 4.5 مليار درهم.
وقال المتحدث باسم مجلس التوازن ماجد الحابري، للسياق إن قيمة الصفقات المحلية، بلغت خلال فعاليات المعرضين نحو 2.3 مليار درهم عبر 6 صفقات مع شركات إماراتية، بينما سجلت الصفقات الدولية نحو 2.2 مليار درهم بـ 5 صفقات مع شركات دولية.