زلزال كهرمان مرعش مجرد بروفة.. ما أخطار الزلازل على سكان اسطنبول؟

يرى الخبراء، أن زلزال اسطنبول المتوقع سيتجاوز الخسائر في كهرمان مرعش، من حيث الدمار الذي سيحدثه والعواقب الاقتصادية والاجتماعية التي سيحدثها

زلزال كهرمان مرعش مجرد بروفة.. ما أخطار الزلازل على سكان اسطنبول؟

السياق

بعد الزلزال المدمر الذي أودى بحياة أكثر من 38 ألف شخص، ودمر آلاف المباني، في السادس من فبراير جنوبي تركيا، يشعر خبراء بالقلق من الأضرار التي قد يسببها زلزال مماثل في اسطنبول.

وتقع أكبر مدينة في تركيا، ويعيش فيها 16 مليون نسمة، بالقرب من صدع شمال الأناضول، الذي وقع فوقه زلزال أغسطس 1999 مخلفًا أكثر من 17 ألف قتيل.

ويتوقع خبراء بنسبة 95 بالمئة، أن يضرب زلزال بقوة 7 درجات أو أقوى اسطنبول، في غضون الـ70 عامًا المقبلة.

ووفقًا للخبراء، فإن زلزالًا بهذه القوة من شأنه أن يلحق أضرارًا جسيمة، أو يدمر ما يقدر بنحو 194000 مبنى، وفقًا لأحدث نسخة من الخطة الرئيسة لزلزال اسطنبول المرتقب، التي نُشرت عام 2018.

وبحسب صحيفة حرييت التركية، فإن زلزال اسطنبول المرتقب يمكن أن يضرب "في أي لحظة".

ويرى الخبراء، أن زلزال اسطنبول المتوقع سيتجاوز الخسائر في كهرمان مرعش، من حيث الدمار الذي سيحدثه والعواقب الاقتصادية والاجتماعية التي سيحدثها، ما يشير إلى أن زلزال كهرمان مرعش الدامي كان "بروفة" لزلزال اسطنبول المقبل، على حد تعبير الصحيفة التركية.

ومع زلزال قوته 7.5 درجة أو أكثر، من المتوقع أن يتضرر 13.492 ألف مبنى بأضرار جسيمة و39.325 ألف مبنى بأضرار شديدة، و136.746 ألف مبنى بأضرار متوسطة، و300.963 ألف مبنى بأضرار طفيفة.

وتابعت الصحيفة التركية "في سيناريو زلزال 7.5 أو أعلى، فإن حقيقة أن عدد الشقق المتوقع تعرضها لأضرار جسيمة وشديدة أكثر من 211000 يعطي فكرة عن الخسائر التي ستتكبدها الشقق بـ 1.3 شخص، في اسطنبول يوجد 255 ألف بناء بُنيت قبل عام 1980، بُني 538 ألفًا منها بين عامي 1980 و2000 ، وبُني 376 ألف مبنى بعد عام 2000.

لكن مع ذلك، يقول مُرات غونيه، الباحث المستقل المتخصص في التحول الحضري، إن اسطنبول لديها ما يكفي من المساكن الشاغرة التي بُنيت حديثًا، ويمكنها أن تأوي بأمان السكان الذين يعيشون حاليًا في المباني الأكثر تعرضًا للخطر.

 

كم عدد المباني المعرضة للخطر حال وقوع زلزال كبير في اسطنبول؟

وفقًا لوكالة فرانس برس، فإن هناك مخاوف من وقوع زلزال بقوة 7.5 درجة في اسطنبول، يمكن أن يؤدي إلى قتل مئات الآلاف من السكان، والتسبب في انهيار أو تضرر ما بين 50 ألفًا و200 ألف مبنى بشكل خطير، بينما يمثل أسوأ تقدير -200 ألف مبنى- 17% من مساكن اسطنبول.

وتتطلب هذه المباني المعرضة لمخاطر عالية، تحولًا فوريًا إذ يمكن أن يتسبب حتى زلزال طفيف في انهيارها.

وهناك في الإجمال نحو مليون و166 ألف مبنى سكني في اسطنبول، بُنيت 817 ألفًا منها، (نحو 70%) قبل زلزال عام 1999، عندما لم تكن هناك عمليات تفتيش للتحقق من مقاومتها للزلازل.

 

هل يمكن نقل جميع سكانها إلى مساكن آمنة؟

هناك أكثر من 150 ألف عمارة جديدة مقاومة للزلازل في اسطنبول بُنيت بعد عام 2008 وهي شاغرة حاليًا، إما لأنها معروضة للبيع، وإما لأنها منازل ثانية يملكها أثرياء لا يؤجرونها.

وذكرت الوكالة، أن عدد المنازل الشاغرة كافٍ لإعادة إسكان أولئك الذين يعيشون في مبانٍ شديدة الخطورة، لكنه قرار سياسي، لا تتخذه الحكومة.

وأنشئت "ضريبة الزلازل" بعد زلزال عام 1999 لتحسين مقاومة مباني المدن، وتنفيذ برنامج التحول الحضري في اسطنبول.

منذ زلزال مرمرة عام 1999، جمع نحو 38 مليار دولار من دافعي الضرائب، من خلال هذه الضريبة الخاصة لجعل المدن التركية أكثر مقاومة للزلازل، لم تُستخدم هذه الأموال العامة بشكل صحيح، وإنما لتغطية نفقات حكومية أخرى.

إضافة إلى ذلك، منح "قانون الكوارث" الحكومة حق المصادرة باسم حماية السكان من الزلازل والكوارث الطبيعية، لكن هذا القانون استُخدم للاستحواذ على أراضٍ سعرها عال في اسطنبول.

حتى الآن، لم تدخل أغلبية المباني المعرضة للخطر في مشاريع التحول الحضري.

من ناحية أخرى، استحوذت الحكومة -بموجب قانون الكوارث- على أراض واقعة شمالي اسطنبول، بعيدًا عن خط الصدع، لكن بالقرب من مضيق البوسفور أو مطلة على المضيق.