بعد ليلة مرعبة... تفاصيل العثور على أطنان من اليورانيوم المفقود في ليبيا
عثروا على براميل اليورانيوم المفقود قرب الحدود مع تشاد

السياق
بعد يوم من إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اختفاء 2.5 طن من اليورانيوم الطبيعي من موقع في ليبيا، أعلنت القيادة العامة للجيش الليبي، العثور على براميل اليورانيوم المفقودة، في منطقه قريبة من المستودع بنحو خمسة كيلو مترات، في اتجاه الحدود التشادية.
وقال اللواء خالد المحجوب، الأمين العام للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، إنهم عثروا على براميل اليورانيوم المفقود قرب الحدود مع تشاد، مضيفًا: الموقع كان مستودعًا بالقرب من الحدود مع تشاد، وزارته الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2020.
2.5 طن
وجاء في تقرير أعدّه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي للدول الأعضاء، أن مفتّشي الهيئة الأممية اكتشفوا خلال زيارة الثلاثاء في ليبيا "أن عشر حاويات تحوي نحو 2.5 طن من اليورانيوم الطبيعي على شكل مركّز اليورانيوم ("الكعكة الصفراء") لم تعد موجودة في الموقع الذي كانت السلطات قد أعلنته".
خوف الحراس
وأوضح المحجوب أن الحاويات كانت في موقع بالجنوب الليبي، وأن الوكالة الدولية زارته عام 2020 وجردت الكمية و"أقفلت باب المستودع بالشمع الأحمر".
وأشار الى أن الوكالة تعهدت -في حينه- بأن تؤمن "احتياجات الحراسة" التي تشمل "ملابس خاصة وكمامات وغيرها لحماية المكلفين بالحراسة من الأمراض التي تسبّبها هذه المادة"، لكن الوكالة لم توفر هذه الاحتياجات، وفق البيان، فاضطر الحراس للبقاء بعيدين عن المستودع.
وأرفق المحجوب بيانه المنشور على "فيسبوك" بشريط فيديو يظهر فيه رجل يرتدي ملابس واقية ويعد البراميل.
الجيش الليبي يعثر على براميل #اليورانيوم التي أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية فقدانها بالقرب من الحدود التشادية.#السياق #ليبيا pic.twitter.com/QE7E9ic7uo
— السياق (@alsyaaq) March 16, 2023
الوضع تحت السيطرة
وأكدّ المحجوب إبلاغ الوكالة بالعثور على البراميل، و أن "الوضع تحت السيطرة".
ورأى في بيانه أن من استولى على البراميل "يجهل طبيعتها ولا يعرف خطورتها وتركها بعد أن أدرك أن لا جدوى منها"، م ورجّح أن يكون الفاعل فصيل تشادي.
ويزور مفتشو الوكالة مواقع تخزين المخلفات النووية، لكن بشكل غير منتظم، كانت أخراها عام 2020.
وسبق أن جمع الموقع لقاءات بين وفد الوكالة وقيادات عسكرية ليبية، بخصوص إمكانية حفظ وتأمين المواد المشعة، التي لا يمكن التخلص منها بالدفن، بسبب ضررها البالغ على مخزون المياه الجوفية.
وعام 2015، أوردت تقارير إعلامية أخبارًا عن استيلاء مجموعة مسلحة على "مواد كيميائية خطرة"، منها الخردل والسارين، بسرقتها من مخازن تقع وسط ليبيا، بخلاف إجراء تلك المجموعة المسلحة تجارب لاستخدامها.
مخاوف
وأثار خبر فقد هذه الكمية الكبيرة من اليورانيوم بعد قرابة 20 عاماً على تخلي الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي عن برنامجه السري للأسلحة النووية، مخاوف الليبيين وتحذيراتهم من أن تكون سلاحا خطرا في يد أحد التنظيمات أو الجماعات الإرهابية أو فصائل وميلشيات مسلحة.
برنامج ليبيا النووي
وتخلت ليبيا عام 2003 عن برنامجها لتطوير الأسلحة النووية، في عهد الزعيم السابق معمّر القذافي، بينما لاتزال تركة مشاريعه النووية تمثل تهديدًا لعدم التخلص منها أو تأمينها بالشكل الصحيح.
وعام 2003 تخلى الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عن برنامج بلاده النووي، وألغى البرامج التي يمكن أن تؤدي إلى أسلحة محظورة دوليًا، بما في ذلك أسلحة الدمار الشامل والصواريخ البالستية البعيدة المدى، مع السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتحقق بشكل مستقل، لتقدم واشنطن ولندن بعدها مساعدات ضرورية لإزالة المعدات والمواد من "برنامج ليبيا" للأسلحة النووية.
جدير بالذكر أن ليبيا تعيش فترة مضطربة، ومنذ إطاحة القذافي عام 2011 بعد 42 عامًا من حكمه، تشهد ليبيا أزمة سياسية كبرى، إذ تتنافس حكومتان على السلطة، إحداهما في العاصمة طرابلس (غرب) برئاسة عبدالحميد الدبيبة، والأخرى في سرت (وسط) برئاسة فتحي باشاغا، كما عاش البلد الإفريقي أعوامًا دموية إثر حرب أهلية طاحنة.