تقارير سرية وتحذيرات رسمية.. هل حانت لحظة توجيه إسرائيل ضربة عسكرية لإيران؟

قالت القناة 12، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وضع خطة للتعامل مع الملف الإيراني النووي خلال الفترة المقبلة

تقارير سرية وتحذيرات رسمية.. هل حانت لحظة توجيه إسرائيل ضربة عسكرية لإيران؟

ترجمات - السياق

«التهديد العسكري الموثوق به، أفضل طريقة لردع طموحات إيران النووية»، رؤية إسرائيلية تطمح لتطبيقها لردع حلم إيران النووي، الذي باتت طهران بين قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه.

ورغم أن ذلك التهديد، أثار مخاوف كبيرة من إمكانية جر المنطقة إلى حرب، بالنظر إلى الرد الإيراني المتوقع، فإن تل أبيب كانت لها وجهة نظر أخرى، استندت فيها إلى ما قالت إنه واقع جربته الولايات المتحدة في بلدان أخرى، بينها عربية.

 

فما وجهة النظر الإسرائيلية؟

في مؤتمر هرتوغ للأمن القومي في تل أبيب، الثلاثاء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الشيء الوحيد الذي منع -بشكل موثوق- الدول المارقة من تطوير أسلحة نووية، تهديد عسكري موثوق به، أو عمل عسكري ذو مصداقية.

وأوضح نتنياهو، في تصريحات على هامش المؤتمر: «يمكنك أن تقرن ذلك بعقوبات اقتصادية خانقة، لكن هذا ليس شرطًا كافيًا. الشرط الضروري، والشرط الكافي، في كثير من الأحيان، عمل عسكري ذو مصداقية».

وتابع: «كلما طال انتظارك، أصبح الأمر أكثر صعوبة لقد انتظرنا طويلًا جدًا»، مشيرًا إلى أنه على مدى التاريخ أحبِطت طموحات العراق وسوريا النووية، من القوة العسكرية الإسرائيلية، بضربات وجهتها عام 1981 ضد مفاعل أوزيراك النووي وضربة عام 2007 ضد مفاعل نووي مشتبه به في سوريا.

وقال نتنياهو إن ليبيا تخلت عن سعيها لامتلاك أسلحة نووية، خوفًا من ضربة أمريكية، بينما سعت كوريا الشمالية -بلا هوادة- إلى تحقيق طموحاتها النووية، مشيرًا إلى أن طهران علقت برنامجها النووي بعد حرب الخليج، خوفًا من أن تغزو الولايات المتحدة بلادها عندما دخلت العراق.

 

تهديد عسكري إسرائيلي

نتنياهو أكد أنه حتى قدرة القوى العالمية الست، على توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 مع طهران، كانت تستند إلى تهديد عسكري إسرائيلي ذي مصداقية، مضيفًا أن طهران اعتقدت أن «هذا الرجل المجنون في القدس سوف يقصفهم ما لم نفعل شيئًا». هكذا جاءت إيران إلى الطاولة، لكنهم بعد ذلك تركوا الأموال على الطاولة وتوصلوا إلى اتفاق رديء.

وتحدث نتنياهو بعد أيام فقط من تقارير بأن إيران زادت تخصيب اليورانيوم إلى 84%، بينما لم تتبق سوى فجوة صغيرة، قبل أن تصل إلى الـ 90% اللازمة لإنتاج الأسلحة.

وتابع: «أستطيع أن أقول لك إنني سأفعل كل ما في وسعي لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية. هذه ليست مجرد مصلحة إسرائيلية. إنها مصلحة أمريكية. إنها مصلحة العالم».

 

جلسات سرية

في السياق نفسه، قالت القناة 12، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وضع خطة للتعامل مع الملف الإيراني النووي خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أنه عقد جلسات سرية مع قادة المستوى الأمني، وقرر -في ختام هذه المناقشات- رفع مستوى الاستعداد الإسرائيلي بشكل كبير، لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.

وبحسب التقرير الإسرائيلي، فإن نتنياهو أخبر المسؤولين الأمريكيين والفرنسيين والألمان وغيرهم، بأنهم إذا لم يتمكنوا من التصرف مع التطورات في إيران، فإن إسرائيل ستتصرف وحدها.

وقالت إذاعة صوت أمريكا، في تقرير ترجمته «السياق»، إن مبعوث إسرائيل في الولايات المتحدة، سعى إلى توضيح الخط الأحمر لبلاده بشأن برنامج إيران النووي، قائلاً إن إسرائيل ستمنع خصمها الإقليمي الرئيس، من امتلاك القدرة على أن يصبح مسلحًا نوويًا.

الشهر الماضي في القدس، أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن سياسة الحكومة الجديدة، التي تولت السلطة في ديسمبر الماضي، تتمثل في «بذل كل ما في وسع إسرائيل لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية».

 

موقف أمريكي راسخ

وقال بلينكن إن الولايات المتحدة وافقت على أنه «يجب ألا يُسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي»، مكررة الموقف الأمريكي الراسخ.

ولم يكرر نتنياهو تحذيره عام 2012 الذي أصدره خلال ولاية سابقة رئيسًا للوزراء، بضرورة منع إيران من الوصول إلى عتبة أقل من تجميع قنبلة نووية، أي إكمال 90% من عملية تكديس الكمية المطلوبة من اليورانيوم عالي التخصيب أو المواد الانشطارية.

وقال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هيرتسوغ، عن الحدود القصوى في البرنامج النووي الإيراني، خلال مقابلة الأسبوع الماضي، إن إسرائيل مصممة على منع إيران من امتلاك قدرات نووية أو أسلحة نووية، لكن في طريقنا للحصول على الأسلحة، هناك كل أنواع العتبات التي نرغب في منعها.

الدبلوماسي الإسرائيلي، قال: عندما نتحدث عن امتلاك إيران أسلحة نووية، هناك عنصران رئيسان: الأول المادة الانشطارية نفسها، التخصيب. والآخر: التسليح. فعندما يتعلق الأمر بالمواد الانشطارية، كما أشارت الإدارة الأمريكية، ونحن نتفق، فإن الجدول الزمني هو بحيث يمكن لإيران في غضون أسابيع الحصول على ما يعادل قنبلة واحدة من المواد الانشطارية من الدرجة العسكرية. وهذا بالطبع مصدر قلق للجميع. عندما تتحدث عن التسلح، فهو جدول زمني أطول. علينا معالجة البُعدين، لا يمكننا التركيز على أحدهما فقط.

ويقول السفير الإسرائيلي في أمريكا، إن الإيرانيين يدركون أن هناك عواقب لتجاوز عتبات معينة، إذا ذهبوا إلى التخصيب من الدرجة العسكرية.

وعن محاولة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، قال الدبلوماسي الإسرائيلي: "من الواضح للجميع أن الاتفاق النووي خارج جدول الأعمال في الوقت الحالي. أنا لا أرى أنه مات. لكن من الواضح أن هذه ليست البيئة المناسبة للجلوس مع إيران، وإبرام صفقة، والإفراج عن مئات المليارات من الدولارات للنظام الإيراني"، مشيرًا إلى أنه "لا الولايات المتحدة ولا حلفاؤها الأوروبيون يسيرون على هذا الطريق في الوقت الحالي".