زلزال كارثي أم أقل ضررًا من تركيا؟.. مناظرة بين عالمين حول الحدث الأبرز في مارس
كارثة جديدة تنتظر العالم في أول أسبوع من مارس... هل يتكرر سيناريو زلزال تركيا؟

السياق
منذ أن طرق زلزال السادس من فبراير الماضي أبواب تركيا وسوريا، مُخلفًا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمشردين، ووسم الزلازل، الأكثر تداولًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بين المواطنين في مختلف الدول.
فما أن يحدث زلزال هنا أو هناك بدرجة أقل من المعتاد، يصيب الهلع المواطنين في تلك المنطقة، خوفًا من تكرار سيناريو زلزال تركيا وسوريا، إلا أن ثمة ظاهرة بدأت تطفو على السطح، يتزعمها شخص يدعى فرانك هوغربيتس، أطلق على نفسه لقب «عالم»، يصول ويجول بنبوءاته التي تتوقع حدوث زلازل، هنا أو هناك، منذ أن صادف توقعه كارثة تركيا.
ذلك «العالم»، يملأ الدنيا بمقاطعه التي تتوقع حدوث زلازل في مناطق بعينها، سماها وحدد مواعيد تقريبية لها، ما جعل ظاهرة الزلازل الشغل الشاغل للعالم.
إلا أن توقعاته التي دائمًا ما تتخذ من مناطق هي الأكثر تعرضًا ونشاطًا للزلازل هدفًا لها، جعلته محل شكوك من كثيرين راحوا يتتبعون سيرته، ومسيرته العلمية، بالتشكيك تارة، والتعريض بما يتوقعه تارة أخرى.
آخر تنبؤات «العالم» الهولندي
في مقطع فيديو جديد، ظهر «العالم» الهولندي فرانك هوغربيتس، وفجر «مفاجأة»، واصل فيها تنبؤاته بالنشاط الزلزالي، مشيرًا إلى أن «بداية مارس الحالي ستكون حرجة».
وقال هوغربيتس: «قد يؤدي تقارب هندسة الكواكب الحرجة في حدود 2 و5 مارس الحالي إلى نشاط زلزالي كبير إلى كبير جدًا، وربما حتى زلزال هائل في 3 و4 مارس و/ أو 6 و7 مارس».
تلك التوقعات التي أطلقها هوغربيتس، ربط فيها بين الأنشطة الزلزالية المتوقعة واكتمال القمر، مشددًا على أن الأسبوع الأول من مارس الحالي «سيكون حرجاً».
وفي تصعيد لتحذيراته، قال إن بعض الأنشطة الزلزالية التي يتوقعها قد تتخطى 7.5 إلى أكثر من 8 درجات على مقياس ريختر، أيام 3 و4 من مارس الجاري، مشيراً إلى أن الخطر قد يمتد إلى 6 و7 من الشهر أيضًا مع اكتمال القمر.
سيناريوهان
تلك التوقعات -إن صدقت- تعني أن كارثة أكبر من تلك التي أحدثها زلزال تركيا وسوريا تنتظر بلدانًا عدة، ما أثار كثيرًا من الهلع والقلق لدى متابعي الرجل، الذين تخطوا 1.4 مليون.
وفي محاولة لتهدئة تلك المخاوف، قال «العالم» الهولندي، إنه «لا يحاول إثارة الهلع، بل يحذر من حسابات حركة الكواكب، التي تنتج عنها أنشطة زلزالية عظيمة على الكرة الأرضية».
وأضاف هوغربيتس: «يجب ألا نغفل تلك الحسابات»، مشددًا على أن الأمر قد يمتد إلى أكثر من نشاط زلزالي، محددًا سيناريوهين لذلك: الأول قد يكون مواجهة نشاط زلزالي عظيم في حدود 3 أو 4 مارس الجاري، تتبعه أنشطة صغيرة بالأيام التالية.
السيناريو الثاني يتمثل في أن يكون ذلك النشاط الكبير في 6 أو 7 مارس الجاري، تسبقه أنشطة زلزالية صغيرة، بحسب هوغربيتس الذي ربط السيناريوهين بتحرك الكواكب وباكتمال القمر.
ورغم أنه حاول التبرؤ من عدم صدق توقعاته، قائلًا إنه لا يمكن معرفة ما سيحدث بالتحديد، فإنه قال إنه مع التوقعات المنتظرة ببداية مارس الجاري، على الجميع أن يبقى بأشد درجات الحرص والاستعداد.
وشدد على ضرورة وضع خطط لمواجهة الزلازل، بينها ضرورة أن يكون المرء على علم بكيفية التصرف وقت حدوث الزلزال، وكيف يخرج من منزله بأسرع وقت ممكن.
حسابات فيزيائية
جدل توقعات «العالم» الهولندي دخل على خطه عالم الجيولوجيا العراقي صالح محمد عوض، الذي توقع -هو الآخر- حدوث زلزال 8 مارس المقبل في منطقة الصفيحة الأناضولية الضعيفة والخطرة التي شهدت زلزال تركيا المدمر.
وقال العالم العراقي إنه بناءً على الحسابات الفيزيائية، فإن هناك احتمالًا لحدوث زلزال، متوقع له 8 مارس المقبل»، إلا أنه أكد أنه سيكون أقل ضررًا من زلزال تركيا وسوريا، الذي كان 6 فبراير الماضي، على عكس توقعات «العالم» الهولندي.
وأشار عوض إلى أن «التنبؤ بحدوث زلزال أو هزات أرضية يكون بناءً على مجموعة من المؤشرات والحسابات»، مؤكدًا أنه بناءً عليه توجه النصائح بحدوث زلزال في مكان معين، ويمكن للجهات المعنية الأخذ بها أو لا.
وأوضح العالم العراقي، أن الصفيحة الأناضولية ضعيفة وخطرة، مشيرًا إلى أن الهزات الأرضية بدأت تنتشر بعد زلزال تركيا المدمر.
صفيحة الأناضول
وتابع: الصفيحة تتعرض لأكثر من 200 هزة تابعة للزلازل المدمر، مشيرًا إلى أن هناك انتشارًا للزلازل على الصفيحة الأناضولية الشرقية، وأن وضع القمر 8 مارس المقبل، سيكون وضعه في 6 فبراير نفسه، لكن الزلزال المقبل سيكون أقل في الخسائر بسبب بُعد كواكب الزهرة والمشتري والمريخ.
كان الدكتور عوض، قال إن الأرض تخضع إلى قوة جذب من الكواكب، مضيفًا أنه من المستحيل توقع الزلزال، بل إن هناك احتمالات للتنبؤ به فقط.
عوض أضاف أن الكواكب تتفاعل مع بعضها، لتؤثر في الزلازل عن طريق ضغوط الجاذبية الناشئة عن تكوين الكواكب، التي تتسبب في تباطؤ بسرعة الدوران بالأرض، مشيرًا إلى أن الزلزال يحدث بسبب قوى خارجية وليست داخلية.