مطالب بسن قوانين دولية.. عاصفة إدانات على حرق نسخة من المصحف بالسويد
جددت وزارة الخارجية الإماراتية، دعوتها الدائمة إلى نبذ خطاب الكراهية والعنف، ووجوب احترام الرموز الدينية، والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان.

السياق
عاصفة من الإدانات جابت أنحاء العالم العربي والإسلامي، ضد منح السلطات السويدية إذنا بتنظيم احتجاجات لليمين المتطرف شهدت حرق نسخة من القرآن، أمام السفارة التركية في ستوكهولم.
تلك الإدانات والتي حملت عبارات تحذير واستنكار للسويد، دعت إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف، إلا أن الاستهجان التركي كان له نكهة مختلفة، وخاصة وأنه كان مشوبًا بتوترات سابقة بين أنقرة وستوكهولم على خلفية الانضمام إلى الناتو.
فماذا حدث؟
سمحت سلطات السويد لليميني المتطرف السويدي الدنماركي راسموس بالودان بالتظاهر ظهر السبت أمام سفارة تركيا في العاصمة السويدية، وخاصة وأنه لجأ إلى إحراق نسخة من المصحف، وسط حماية أمنية مشددة وخلف حواجز للشرطة.
وقال خلال إدلائه بكلمة مطولة: «إذا لم تكونوا مقتنعين بأهمية حرية التعبير، فيجدر بكم أن تعيشوا في مكان آخر»، في رسالة موجهة للسلطات التركية التي تقف حائلا أمام دخول بلاده حلف الناتو.
وفيما رفعت الاحتجاجات في ستوكهولم التي شهدت حرق نسخة من المصحف، يوم السبت، التنديد بمحاولة تركيا منع السويد للانضمام إلى الناتو، تسبب في تصاعد حدة التوترات مع تركيا في وقت تحتاج فيه الدولة الشمالية إلى دعم أنقرة للدخول إلى التحالف العسكري.
وتقدمت السويد وفنلندا العام الماضي بطلب للانضمام إلى الناتو في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لكن يتعين على جميع الدول الأعضاء الثلاثين الموافقة على عروضها. وقالت تركيا إن السويد على وجه الخصوص يجب أن تتخذ أولا موقفا أكثر وضوحا ضد ما تعتبره إرهابيين، ومعظمهم من المسلحين الأكراد والجماعة التي تحملها مسؤولية محاولة الانقلاب عام 2016.
وخرجت مظاهرة منفصلة في مدينة ستوكهولم لدعم الأكراد وضد محاولة السويد الانضمام إلى الناتو، كما نظم مجموعة من المتظاهرين المؤيدين لتركيا مسيرة خارج السفارة، في أحداث أعطتها الشرطة المحلية الضوء الأخضر.
وقال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم إن الاستفزازات المعادية للإسلام مروعة، مضيفًا في رسالة عبر حسابه بـ«تويتر»: «تتمتع السويد بحرية تعبير بعيدة المدى، لكنها لا تعني أن الحكومة السويدية، أو أنا، نؤيد الآراء التي يتم التعبير عنها».
وما إن سمحت السلطات السويدية بالاحتجاجات، حتى أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، يوم السبت، إلغاء زيارة كان من المقرر أن يقوم بها نظيره السويدي لأنقرة.
في هذه المرحلة أصبحت زيارة وزير الدفاع السويدي بال جونسون لتركيا في 27 يناير/كانون الثاني الجاري بلا معنى، بحسب وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الذي أضاف: «لذلك ألغينا الزيارة».
وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان صادر عنها: «ندين بأشد العبارات الهجوم الدنيء على كتابنا المقدس... السماح بهذا العمل المعادي للإسلام، الذي يستهدف المسلمين ويهين قيمنا المقدسة، تحت غطاء حرية التعبير، أمر غير مقبول على الإطلاق».
وحثت الخارجية التركية دولة السويد على اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الجناة، ودعت جميع الدول إلى اتخاذ خطوات ملموسة ضد الإسلاموفوبيا.
عاصفة إدانات
ومن تركيا إلى الدول العربية والإسلامية، كانت هناك عاصفة من البيانات التي تدين حرق نسخة من المصحف، مطالبة بضرورة نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش ورفض الكراهية والتطرف.
الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، دان بأشد العبارات ما وصفه بـ«العمل الدنيء» الذي أقدم عليه نشطاء من اليمين المتطرف بحرق نسخة من القرآن الكريم، أمام السفارة التركية في ستوكهولم، بالسويد، وبترخيص من السلطات السويدية.
محاربة الإسلاموفوبيا
وفي بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، حذر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي من أن هذا العمل الاستفزازي الذي ارتكبته عناصر من اليمين المتطرف مرارًا وتكرارًا يستهدف المسلمين، ويهين قيمهم المقدسة، ويشكل مثالًا آخر على المستوى المقلق الذي وصلت إليه الإسلاموفوبيا والكراهية والتعصب وكراهية الأجانب.
وحث الأمين العام السلطات السويدية على اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد مرتكبي جريمة الكراهية هذه، داعيا إلى تكثيف الجهود الدولية لمنع تكرار مثل هذه الأعمال وإلى التضامن في محاربة الإسلاموفوبيا.
بدوره، استنكر البرلمان العربي بشدة قيام أحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف أمام السفارة التركية في ستوكهولم، مشددا على رفضه التام لمثل هذه الأفعال الهمجية المشينة، والتي تعد خروجا على كل القوانين والمواثيق الدولية التي تنص على ضرورة الالتزام باحترام مقدسات الشعوب وعقائدهم وأديانهم.
البرلمان العربي يحذر
وطالب البرلمان العربي في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته وتجريم هذه الأفعال المرفوضة جملة وتفصيلا، والتي تتنافى مع كافة القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، وتستفز المسلمين وتؤجج مشاعر الكراهية والعنف، وتستهدف زعزعة الأمن والاستقرار.
كما طالب بنبذ كافة أشكال الكراهية والتطرف، ونشر قيم الحوار والتسامح والتعايش السلمي بين الشعوب ومنع أي شكل من أشكال الإساءة لكافة الأديان السماوية.
وحذر البرلمان العربي من خطورة تداعيات تلك الممارسات التي تعد انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان، مشددا على ضرورة نبذ خطاب الكراهية والعنف، ووجوب احترام الرموز الدينية، والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان والمقدسات وعلى ضرورة نشر قيم التسامح والتعايش.
ودعا البرلمان العربي إلى سن قوانين وتشريعات دولية تجرم الإساءة للمقدسات الدينية وتوفر الحماية اللازمة للمسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية على قدم المساواة مع كافة الأديان الأخرى.
تحقيق عاجل
ومن البرلمان العربي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، التي دانت بشدة الواقعة، مؤكدة في بيان صادرعن وزارة خارجيتها رفضها الدائم لجميع الممارسات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار والتي تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية.
وجددت وزارة الخارجية الإماراتية، دعوتها الدائمة إلى نبذ خطاب الكراهية والعنف، ووجوب احترام الرموز الدينية، والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان والمقدسات وعلى ضرورة نشر قيم التسامح والتعايش.
ومن دولة الإمارات إلى السعودية، كانت المملكة حاضرة ببان أصدرته وزارة خارجيتها، أدانت فيه سماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام سفارة جمهورية تركيا في ستوكهولم.
أوكدت الخارجية على موقف المملكة الثابت الداعي إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف.
إلى ذلك طالب الأزهر الشريف بفتح تحقيق عاجل حول تكرار حوادث الإساءة للمقدسات الدينية التي لا تقل بخطرها عن الهجمات الإرهابية.
وأكد الأزهر في بيان صادر عنه، أن «السماح لهؤلاء المجرمين بتكرار هذه الاستفزازات تحت شعار حرية التعبير؛ هو تواطؤ منبوذ يعيق جهود السلام وحوار الأديان والتواصل بين العالمين الإسلامي والغربي».
كما دان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بأشد العبارات الواقعة، قائلا في تغريدة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن حرية التعبير لا يجب أن تكون شماعة للمتطرفين لإشعال نار الكراهية بين أتباع الديانات المختلفة، مضيفا أن مثل هذه الأفعال المتطرفة والشاذة يجب أن تكون محل إدانة واستنكار من الجميع وخصوصا في السويد.
ومن الجامعة العربية إلى مصر، التي أدانت في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، إحراق نسخة من القرآن الكريم في ستوكهولم، معتبرة إياه «تصرفا مشينا يستفز مشاعر مئات الملايين من المسلمين في كافة أنحاء العالم».
وحذرت مصر من مخاطر انتشار هذه الأعمال التي تسيء إلى الأديان وتؤجج خطاب الكراهية والعنف، داعيةً إلى إعلاء قيم التسامح والتعايش السلمي، ومنع الإساءة لجميع الآديان ومقدساتها من خلال مثل تلك الممارسات المتطرفة التي تتنافى مع قيم احترام الآخر وحرية المعتقد وحقوق الإنسان وحرياته الأساسية.
ومن مصر إلى الأردن، كانت عمّان حاضرة ببيان صادر عن وزارة خارجيتها دانت فيه الواقعة، مؤكدة رفض وإدانة المملكة لهذا الفعل الذي يؤجج الكراهية والعنف، ويهدد التعايش السلمي.
وأكدت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، أن نشر وتعزيز ثقافة السلام وقبول الآخر، وزيادة الوعي بقيم الاحترام المشتركة، وإثراء قيم الوئام والتسامح، ونبذ التطرف والتعصب والتحريض على الكراهية، مسؤولية جماعية يجب على الجميع الالتزام بها.
إدانات خليجية
دان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف، الواقعة التي من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم واستفزازهم.
وأكد الأمين العام موقف مجلس التعاون الثابت والداعي إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش السلمي ونبذ الكراهية والتطرف، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤوليات لوقف مثل هذه الأعمال المرفوضة.