اعتراف بالإخفاق ومعاقبة قيادات... إسرائيل تعلن نتائج التحقيق في هجوم سيناء

تبين من التحقيق أن الجندي إبراهيم دخل من بوابة سرية في الجدار، تم تخصيصها لعدد محدود من الأشخاص ولم يعرف بوجودها معظم الجنود والضباط الإسرائيليين.

اعتراف بالإخفاق ومعاقبة قيادات... إسرائيل تعلن نتائج التحقيق في هجوم سيناء

السياق

بعد أسبوع من التحقيقات الداخلية في إسرائيل، والمشتركة مع القاهرة، أعلنت تل أبيب نتائجها النهائية، بأن الجندي المصري محمد صلاح، نفذ عملية قتل جنود إسرائيليين بتخطيط مسبق.

وكشفت تل أبيب عن أسباب وقوع الحادث، واعترفت بتفوق الجندي المصري، في معرفة تفاصيل المنطقة الحدودية والاستعدادات القتالية، أكثر من الإسرائيليين.

و زار وفد عسكري إسرائيلي القاهرة قبل أيام، ضم قائد المنطقة الجنوبية اليعيزر تولدانو، ورئيس لواء العلاقات الدولية العميد أفي ديفرين، ورئيس لواء التفعيل في هيئة الاستخبارات، بحسب ما كشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي آدرعي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي خلاصة التحقيق في الحادث الدامي، مشيراً إلى أخطاء أدّت للحادث، الذي كان يمكن منع وقوعه.

وقُتل ثلاثة جنود إسرائيليين في 3 يونيو، بعد أن عبر فرد أمن مصري الحدود إلى الأراضي الإسرائيلية، حيث حصل تبادل لإطلاق النار في حادث نادر من نوعه.

 

نتائج التحقيق

تفاوتت رواية الجانبين لما جرى، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي أن شرطيًا مصريًا أردى اثنين من قواته عند الحدود، قبل أن يقتل ثالثًا ويصيب آخر في تبادل لإطلاق النار أثناء مطاردة أدت إلى قتله.

من جهتها، قالت القوات المسلحة المصرية إن "فرد أمن" كان يطارد مهرّبي مخدرات اخترق الحدود ما تسبّب في "تبادل لإطلاق النار" قُتل إثره.

وأصدر رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، الجنرال هيرتسي هاليفي، نتائج التحقيق في أسباب الحادث، بعد أن تعهّد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإجراء تحقيق شامل.

وأشار هاليفي إلى أخطاء عملياتية أدّت إلى وقوع الحادث، وخلص إلى أنّه "كان يمكن، بل كان ينبغي، منع وقوعه".

 

أسباب الهجوم

وبيّن التحقيق أن من الأسباب الرئيسة لوقوع الحادث "الممرّ الأمني في السياج الذي تمّ إخفاؤه من دون إغلاقه".

وأكد أنه من العبر التي استخلصها الجيش الاسرائيلي وقرّر تطبيقها بشكل فوري "سدّ الممرّات الأمنية في السياج وتقصير مدّة المهمة المتواصلة للمقاتلين من 12 ساعة، ووضع حدّ أدنى للجنود في مهام من هذا النوع".

وقال قائد القيادة الجنوبية، اللواء إليعازر توليدانو: "هذه حادثة خطيرة لها عواقب عملياتية صعبة، كان من الممكن تفاديها، ومن الضروري استخلاص العبر منها. ورغم النتائج الصعبة، نجح الجنود في تحييد المهاجم بالأراضي الإسرائيلية، قبل أن يعرض المدنيين للخطر في المناطق القريبة منها، التي تشهد كثيرًا من المسافرين".

وأشارت نتائج التحقيق إلى أن هناك إهمالاً صارخاً في الإجراءات الأمنية، على جانبي الحدود المصرية الإسرائيلية.

وأكدت أن الشرطي المصري كان قد خطط للعملية ونشر منشورات عدائية لإسرائيل، وأظهرت منشوراته أنه يعاني ضائقة، وطلب تسريحه من الخدمة لكن قادته لم يستجيبوا.

 

الطريق مفتوح

وذكرت أنه في الأسابيع الأخيرة، كان غاضباً من الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وعبَّر عن ذلك في الشبكات الاجتماعية.

وأضافت أنه عندما قرر تنفيذ عملية ضد الإسرائيليين، وجد الطريق مفتوحاً له بشكل لافت، فقد مشى 5 كيلومترات على الجانب المصري من الحدود، وهو يحمل على ظهره حقيبة تضم كثيرًا من المعدات والعتاد، فيها سكين عسكرية استعان بها لقطع المرابط البلاستيكية للسياج عند المعبر الحدودي، إضافة إلى رشاش و6 أمشاط رصاص.

ولم يلاحظ ذلك أحد، مع أن الكاميرات الإسرائيلية تنتشر على طول السياج الحدودي، ومن ثم اجتاز الحدود إلى إسرائيل وقتل الجنديين اللذين كانا يحرسان المنطقة التي كان فيها ولم يشعر به أحد، ثم مشى في العمق الإسرائيلي مسافة تبلغ نحو كيلومترين، حتى اقترب من بيوت بلدة يهودية، وهنا أيضاً لم يلاحظه أحد.

وقد اكتُشف أمر هذا الشرطي فقط، عندما لم يرد الجنديان على الاتصال.

حتى عندما وصلت إليه قوة عسكرية كبيرة بقيادة ضباط كبار، بينهم القائد الأعلى في المنطقة، وقعت في كمين نصبه لها.

وحسب التحقيق، فإن تبادل إطلاق النار بين الطرفين، الذي قُتل فيه الرقيب أوهاد دهان، كان المصري أول من أطلق النار من مسافة نحو 200 متر.

 

إقالات وجزاءات

أقيل قائد الفرقة العقيد عيدو ساعد، رغم أنه قتل الجندي المصري، ووبخ قائد الوحدة المقدم أيبين كون، وتقرر وقف ترقيته، واتخاذ إجراءات عقابية بحق عدد آخر من الضباط.

وقال الجيش الإسرائيلي -في بيانه- بعد التوصل إلى نتائج الفحص وخلاصاته، ستتخذ تدابير قيادية في حالات عدة:

في حالة قائد الفرقة "إيدوم 80"، ستنفذ إجراءات توبيخ بسبب مسؤوليته الشاملة في الواقعة، بما في ذلك عدم وجود مراقبة لتنفيذ الإجراءات القياسية.

وعن قائد لواء "باران"، سيُنقل إلى منصب مختلف في الجيش الإسرائيلي، بسبب مسؤوليته الشاملة في الواقعة، والطريقة التي أجريت بها الأنشطة في المنطقة الواقعة تحت قيادته. عمل القائد بطريقة مناسبة خلال الواقعة التي شارك فيها وتكليفه بتحييد الإرهابي.

وبخصوص قائد كتيبة بارديلاس، ستنفذ إجراءات توبيخ بسبب مسؤوليته عن تطبيق مفاهيم العملية بين جنوده. كما تقرر تأجيل ترقيته 5 سنوات.

وفي أعقاب الحادث، سارعت إسرائيل ومصر إلى إعادة تأكيد تعاونهما.

وقال التقرير: "أجري تحقيق مشترك مع الجيش المصري، على خلفية التعاون الاستراتيجي الأمني القائم بين الدولتين"، مشيرًا إلى زيارة بعض مسؤولي الجيش الإسرائيلي للقاهرة.

كما زار وفد مصري من مسؤولين عسكريين إسرائيل، في إطار التحقيق المشترك.

ورغم عدم نشر اسمه رسمياً، فإن وسائل إعلام مصرية عرفته بأنّه المجنّد محمد صلاح وعمره 22 عاماً.

ومصر أول دولة عربية وقّعت معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1978.