مبادرة إنسانية من المملكة... السعودية تفرج عن عشرات الأسرى الحوثيين

المتحدث الرسمي باسم التحالف العسكري يعلن استكمال عملية تبادل الأسرى والمحتجزين بإطلاق سراح 104 أسرى من الحوثيين لدى التحالف، ليرتفع بذلك عدد المفرج عنهم إلى 973 منذ الجمعة.

مبادرة إنسانية من المملكة... السعودية تفرج عن عشرات الأسرى الحوثيين

السياق

امتداداً للمبادرات الإنسانية السعودية، الداعية لتهيئة أجواء الحوار للأطراف اليمنية المتنازعة، والرامية لتثبيت الهدنة وتغليب الحل السلمي، وإيجاد مخرج سياسي شامل ومستدام للحرب في اليمن، نقلت ثلاث طائرات نحو مئة أسير كان يحتجزهم التحالف الداعم للحكومة اليمنية بقيادة الرياض، إلى اليمن.

تأتي هذه الخطوة أحادية الجانب، غداة عملية تبادل سجناء كبرى استمرّت ثلاثة أيام، شملت مئات الأسرى من طرفَي النزاع اليمني، وفق ما أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والتحالف.

 

حل سياسي

أعلن المتحدث الرسمي باسم التحالف العسكري بقيادة السعودية العميد الركن تركي المالكي، من جهته "استكمال عملية تبادل الأسرى والمحتجزين بإطلاق سراح 104 أسرى من الحوثيين لدى التحالف، ليرتفع بذلك عدد المفرج عنهم إلى 973 منذ الجمعة.

وقال المالكي: "المبادرة تأتي امتداداً للمبادرات الإنسانية السابقة من المملكة المتعلقة بالأسرى".

وأكد المالكي أن عملية الإفراج تأتي أيضًا لـ"دعم الجهود الرامية لتثبيت الهدنة وتهيئة أجواء الحوار بين الأطراف اليمنية للوصول إلى حلّ سياسي شامل ومستدام ينهي الأزمة اليمنية".

تهدف المبادرة لحث أطراف النزاع على دعم عملية تبادل الأسرى والمحتجزين، وإنهاء هذا الملف انسجاماً مع القيم الإسلامية والمبادئ الإنسانية والتقاليد العربية الأصيلة، ونصوص القانون الدولي الإنساني الواردة بنصوص وأحكام اتفاقية جنيف الثالثة للأسرى، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء السعودية.

وأكد المالكي أن ملف إنهاء تبادل الأسرى والمحتجزين، محل اهتمام القيادة السياسية والعسكرية بالتحالف، لأن إنهاء الملف ينبع من منطلقات وثوابت إنسانية راسخة.

 

خارج المفاوضات

قال نائب وزير الخارجية التابع لجماعة الحوثي عبر "تويتر" إن 104 يمنيين في السعودية سيطلق سراحهم -الاثنين- خارج إطار اتفاق تبادل الأسرى.

وقالت مستشارة الإعلام لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر جيسيكا موسان، إن طائرتين نقلت كلّ منهما 48 أسيرًا من أبها جنوبي السعودية إلى صنعاء، العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بينما نقلت طائرة ثالثة ثماني سجناء من أبها إلى عدن، المقرّ المؤقت للحكومة المعترف بها دوليًا.

وأشارت موسان إلى أن عملية الإفراج "أحادية الجانب" التي جرت الاثنين "خارج المفاوضات التي جرت في سويسرا الشهر الماضي"، التي توصلّ خلالها الحوثيون والحكومة إلى اتفاق على تبادل نحو 900 أسير.

من الأسرى المفرج عنهم من السجون الحوثية- قبل أيام- وزير الدفاع الأسبق اللواء الركن محمود الصبيحي، واللواء الركن ناصر منصور هادي، شقيق الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي.

 

خلية نسائية

شملت عملية التبادل امرأة واحدة فقط تُدعى سميرة مارش، اعتقلتها القوات الحكومية قبل خمس سنوات بتهمة "زرع عبوات ناسفة في الطرق وجوار مقار حكومية وأسفل سيارات ومركبات قادة الجيش" إضافة إلى "إدارة خلية نسائية تزرع عبوات تسببت بقتل عشرات"، وفق ما أفاد مسؤول أمني حكومي في مأرب.

ونقلت طائرات للجنة الدولية الأسرى المفرج عنهم، بين ست مدن في اليمن والسعودية، على مدى ثلاثة أيام.

 

المبادرة السعودية

وأوضحت موسان أن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر تسهّل عملية النقل وتوفّر الدعم اللوجستي، إضافة إلى إجراءات أخرى" مثل مقابلات مع المحتجزين السابقين.

وأكدّت "ترحيب اللجنة بالمبادرة السعودية"، قائلة: "يسرّنا أن هذه الاعتبارات الإنسانية للمّ شمل العائلات"، مضيفةً أن ذلك "سيمنح عائلات المحتجزين ارتياحًا كبيرًا".

 

جامعة الدول

من جانبه رحب أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بعملية تبادل الأسرى، ووصفها بالخطوة الإيجابية لبناء الثقة وتمديد الهدنة وتعزيز التوصل لتسوية شاملة للأزمة اليمنية.

وقال أبو الغيط إن عملية تبادل الأسرى تعزز فرص الاتفاق على إطار سياسي شامل لتسوية الأزمة اليمنية "بالطرق السلمية"، وأعرب عن تطلعه إلى متابعتها وتعزيزها بخطوات أخرى قريبًا.

 

الرياض - طهران

تزامنت عملية التبادل الأخيرة مع جهود دبلوماسية ناتجة عن التقارب السعودي الإيراني، وترمي إلى ترسيخ وقف إطلاق نار طويل الأمد ووضع الحرب الدامية في البلد الفقير على طريق الحل.

بدأ الصراع في اليمن عام 2014 وسيطر الحوثيون المدعومون من إيران على مناطق عدة في البلاد بينها صنعاء، وتسبّبوا بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

 

جرائم الحوثي

طوال سنوات الحرب ارتكبت ميلشيا الحوثي جرائم وانتهاكات خطيرة بحق مدنين، بخلاف خطف واعتقال وعمليات اغتيال وإعدام خارج إطار القانون، كما عمدت لزرع آلاف الألغام حول المنازل والطرق التي يسلكها المواطنون والأطفال، في مناطق سيطرتها أو التي انسحبت منها، من دون خريطة بتلك الألغام، ما أحدث كوارث إنسانية.

جاءت هذه الإجراءات الإنسانية، بعدما اتفقت الرياض وطهران -الشهر الماضي- على إعادة العلاقات الدبلوماسية، إثر قطعها عام 2016، بوساطة صينية.