العائدون من السودان... القصة الكاملة لعودة الجنود المصريين

أعلنت مصر اليوم الخميس، نجاح الجهود التي قامت بها بالتنسيق والتعاون مع دولة الإمارات، لتأمين سلامة بقية الجنود الموجودين في السودان لدى قوات الدعم السريع.

العائدون من السودان... القصة الكاملة لعودة الجنود المصريين

السياق 

"رهائن، أسرى، مختطفون"... توصيفات كثيرة أطلقت على الجنود المصريين، الذين تزامن وجودهم في السودان مع اندلاع القتال فيه، لتأتي وساطة دولة الإمارات وتسرع حسم الجدل بشأن سلامتهم وتأمين عودتهم إلى بلادهم. 

دولة الإمارات

أعلنت مصر -الخميس- نجاح الجهود التي قامت بها بالتنسيق والتعاون مع دولة الإمارات، لتأمين سلامة بقية الجنود الموجودين في السودان لدى قوات الدعم السريع.
وأعرب البلدان الشقيقان عن تقديرهما للصليب الأحمر الدولي، لما بذله من جهود، في دعم عملية تأمين سلامة الجنود المصريين، وفق بيان للخارجية المصرية.
وذكرت وزارتا الخارجية بمصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، في بيان، أن "هذه الخطوة تأتي في إطار موقف الدولتين الداعم للتهدئة عبر التواصل المستمر مع الأطراف السودانية، لضمان ضبط النفس ووقف التصعيد والعودة للمسار السياسي".
وأكدت الوزارتان التزام جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بمواصلة جهودهما الرامية إلى وقف الاقتتال وحماية المدنيين والمنشآت المدنية، وشددتا على أهمية تكثيف الجهود الهادفة للعودة للإطار السياسي والحوار لحل الخلافات والمضي قدماً في المرحلة الانتقالية، وصولاً إلى الاستقرار السياسي والأمني المنشود في السودان.
وقال مصدر مطلع لـ"القاهرة الإخبارية": "تم وصول طائرة مصرية إلى قاعدة دنقلا السودانية وإجلاء الجنود المصريين".
وأكد أن أزمة احتجاز الجنود في مطار مروي انتهت، بعد وصول الدفعة الثانية منهم إلى الخرطوم.
وبين أن العملية كانت "بتنسيق متكامل" بين القوات المسلحة وجهاز المخابرات العامة المصرية، منذ اشتعال المواجهات بالسودان.

المتحدث العسكري

جاء ذلك بعد ليلة تعددت فيها الروايات، إثر ورود أخبار نشرتها وسائل إعلام، تفيد بعودة الجنود إلى ديارهم، بنقلهم جوًا بطائرة عسكرية مصرية من مطار الخرطوم، وهو ما نفاه الجيش السوداني. 
وذكر المتحدث العسكري المصري في بيان: "في ضوء الأحداث الجارية بالأراضي السودانية وفى إطار جهود القوات المسلحة المصرية والتعاون الوثيق بين الأجهزة الأمنية في مصر والسودان لتأمين عودة القوات المصرية المشتركة في التدريب المشترك مع القوات السودانية، تم أمس الأربعاء 19 إبريل اتخاذ إجراءات التنسيق اللازمة مع السلطات السودانية لهبوط 3 طائرات نقل عسكرية من القوات المسلحة المصرية في إحدى القواعد الجوية بالأراض السودانية للقيام بمهمة إجلاء القوات المصرية، في ظل إجراءات تأمين شامل للقوات والإقلاع من الأراضي السودانية عبر 3 رحلات متتالية لمعظم أفراد القوة المصرية والعودة بهم إلى إحدى القواعد العسكرية المصرية بالقاهرة".

تنسيق أمني

وأكد المتحدث أنه تم صباح الخميس 20 أبريل وبالتنسيق مع الجهات السودانية المعنية والدول الصديقة والشقيقة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسودان، تأمين وصول بقية أفراد القوات المسلحة المصرية لمقر سفارة جمهورية مصر العربية، تمهيداً لإتمام إجراءات إجلائهم من الأراضي السودانية، فور استقرار الأوضاع وتوفر الظروف الأمنية المناسبة لعودتهم لأرض الوطن.
وشدد البيان على أن القوات المسلحة تؤكد صحة وسلامة المصريين الذين وصلوا إلى أرض الوطن وكذا الموجودين بالسفارة المصرية في الخرطوم.
كان الجيش المصري أعلن أنه يجري "جميع التنسيقات مع جهات الاختصاص المختلفة بدولة السودان الشقيقة لتأمين عودة أفراد القوات المسلحة المصرية بسلام إلى أرض الوطن". وبحسب الجيش المصري كان هؤلاء في قاعدة جوية شمالي السودان، لإجراء "تدريب مشترك" حين غرق السودان السبت في الفوضى.

بيان الدعم السريع

وقالت قوات الدعم السريع في بيان: "تقديرًا للعلاقات التاريخية والأخوية المتميزة، التي تربط شعبي السودان ومصر ووفاءً بالتزامها المعلن بالمحافظة على رعايا الشقيقة مصر وامتثالًا للقوانين والأعراف الدولية، سلمت قوات الدعم السريع صباح الخميس 20 أبريل الجاري (27) عسكريًا من رعايا جمهورية مصر العربية الشقيقة إلى الصليب الأحمر الدولي".
وأضاف البيان أن الجنود المصريين الذين جرى تسليمهم اليوم كانوا في قاعدة مروي العسكرية، وتحفظت عليهم قوات الدعم السريع من 15 إلى 20 أبريل 2023 وهم في حالة صحية ممتازة حتى لحظة تسليمهم بكل متعلقاتهم للجنة الدولية للصليب الأحمر.
وتوجهت قوات الدعم السريع بـ"وافر الشكر لحكومة جمهورية مصر العربية بقيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي"، وكذلك توجهت بالشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وجميع الدول الشقيقة والصديقة" التي تواصلت مع قيادة الدعم السريع في هذا الشأن، وأعربت عن شكرها للجنة الدولية للصليب الأحمر على التعاون والتنسيق.

أصل القصة

وقبل أيام أظهرت مقاطع فيديو وصور تحفظ قوات الدعم السريع على عدد من الجنود المصرين في مطار مروي، ضمن بروتوكول عسكري بين الجيشين المصري والسوداني.
وانزلق السودان في حرب يصفها مراقبون "بالوجودية" لكل من محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي" قائد قوات الدعم السريع  والفريق أول عبدالفتاح البرهان أعلى رأس في البلاد.
ويتهم كل طرف الآخر بمحاولة الاستئثار بالسلطة، ويعد كل جنرال بأنه يحارب من أجل الوصول إلى حكم مدني ودفاعًا عن الديمقراطية.
وقضى أكثر من 300 مدني، إثر القتال بين المتحاربين، ويحاول آلاف الفرار من النيران والقصف الصاروخي والمدفعي، سيرًا أو في مركبات، وعلى طرق تغطّيها جثث وهياكل مدرّعات متفحّمة، عبَر كثيرون وسط أزيز الرصاص ودوّي القذائف، خلال المعارك بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بـ حميدتي، والجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، حليفا الأمس عدوا اليوم.