هاكان فيدان... هل ينجح في ترميم علاقات تركيا الخارجية؟
بحكم منصبه السابق، وقربه من الرئيس، يعد وزير الخارجية الجديد مُطلعًا على تفاصيل الأزمات التركية، خلال السنوات الماضية، وعلى دراية بأسباب التوترات

السياق
بعد 13 عامًا من تولي رئاسة جهاز الاستخبارات التركية، تقلبت خلالها علاقات أنقرة خارجيًا، ينتقل هاكان فيدان- المقرب من الرئيس أردوغان- لتولي حقيبة وزارة الخارجية، محملًا بخبرات واسعة، استخباراتيًا وعسكريًا وأكاديميًا.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تولي هاكان وزارة الخارجية، خلفًا لشاويش أوغلو، في ظل سعي تركي لتهدئة الأزمات وإقامة علاقات تصالحية مع الدول الإقليمية الكبرى، لاسيما دول الخليج ومصر، في إطار مساعي أردوغان للتعافي الاقتصادي، بعد خسائر الليرة المتلاحقة.
ويرى مراقبون أن تحسين العلاقات التركية العربية مرتبط بالملف السوري والوجود التركي في العراق، الذي أدانته الجامعة العربية في قمتها الأخيرة بالعاصمة السعودية الرياض، وطالبت الحكومة التركية بسحب قواتها من العراق بلا شروط.
مطلع على الأزمات
بحكم منصبه السابق، وقربه من الرئيس، يعد وزير الخارجية الجديد مُطلعًا على تفاصيل الأزمات التركية، خلال السنوات الماضية، وعلى دراية بأسباب التوترات، لاسيما في ما يتعلق بالملف السوري، الذي يرى مراقبون أنه مُلم به، ما يساعده في تسهيل عملية تفاوض سريعة، في ظل رغبة مشتركة من الجانبين.
ونقلت وكالة بلومبرغ عن مصادر أن فيدان أجرى مباحثات -عبر قنوات خلفية- لتحسين العلاقات الدبلوماسية مع دول مثل مصر وإسرائيل والعراق وسوريا.
ويبدو أن الرئيس التركي يأمل استغلال فيدان لخبراته الاستخبارية وعلاقاته، لدعم مسار تركيا التصالحي الذي بدأ قبل عامين، لكن الأمر -وفق خبراء- يرتبط بشكل وثيق بالصلاحيات التي سيمنحها له أردوغان، ومدى التغيير الذي يريده أردوغان في العلاقات الخارجية، ولا يتوقف على خبرات فيدان فقط.
خبرة فريدة
وقال نهاد علي أوزكان، الخبير الاستراتيجي في مؤسسة أبحاث السياسات الاقتصادية بأنقرة: "خبرة فيدان الفريدة في التعامل مع الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية، يمكن أن تساعده في التعامل مع قضايا السياسة الخارجية الخطرة".
وخلال مراسم تسلمه مهام منصبه من سلفه شاويش أوغلو قال فيدان: "بعدما أمضيت 13 عامًا في جهاز الاستخبارات، الذي استوجب تحمّل مسؤوليات كبيرة، أشكر الرئيس على ثقته بي وتعييني وزيراً للخارجية، الذي يتطلب أيضًا القدر نفسه من المسؤولية".
ولفيدان خبرة واسعة، إذ خدم في القوات المسلحة التركية 15 عاماً ضابط صف اتصالات واستخبارات، ودرس أنظمة الاتصالات ونظم المعلومات وأنظمة الحرب الإلكترونية في مدرسة القوات البرية التركية، وبعد تخرجه التحق بمدرسة اللغات بالقوات البرية. ثم خدم ثلاث سنوات في مقر قيادة فيلق الناتو للرد السريع في ألمانيا.
وحصل فيدان على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والإدارية من جامعة ماريلاند، خلال عمله بالناتو، ثم على درجة الماجستير من قسم العلاقات الدولية في جامعة بيلكينت، وتناولت دراسته موقع الاستخبارات في السياسة الخارجية، عبر مقارنتها بعدد من الدول.
علاقات هادئة
استقال فيدان من الجيش عام 2001، ورأس بعدها بعامين الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا"، حتى 2007. لينتقل بعد ذلك إلى العمل في مستشارية رئاسة الوزراء ومسؤولاً عن ملف السياسة الخارجية والأمن الدولي، إلى جوار ذلك عمل مبعوثاً خاصاً لرئيس الوزراء حينها رجب طيب أردوغان.
وفي أبريل 2010، أصدر رئيس الوزراء التركي حينها رجب طيب أردوغان قراراً بتعين هاكان فيدان نائب رئيس جهاز الاستخبارات التركية، وبعد شهر واحد تولى فيدان قيادة الجهاز، ليكون أصغر قادة الجهاز سناً بعمر 42 عامًا.
ومع تولي فيدان وزارة الخارجية، وسط إطار تصالحي وضعه أردوغان قبل نحو عامين، يبدو أن الرئيس التركي يأمل أن يقود وزير خارجيته الجديد سياسات البلاد الخارجية، إلى مرحلة أقرب للهدوء والتعاون الخارجي، في ظل رغبة شديدة أن تستعيد الليرة عافيتها.